القليل من أهل بلدنا يكترث بحلول يوم ميلاد أبنائه. مع أن بيننا من يُحافظ على يوم ميلاد العاملة المنزلية، إذا كانت والأبناء والبنات على وفاق. وإذا نظرنا إلى اسم المناسبة بالإنجليزية وجدناها (يوم ميلاد) وليست (عيد ميلاد) كما نُردد. ويقولون عنها Birthday وتقوم على تلك الثقافة صناعات في الغرب كالبطاقات وزخرفتها والحلويات والكعكة التي يُكتب عليها اسم صاحب أو صاحبة المناسبة، وأسعارها تختلف باختلاف رغبات الناس. والترنيمة المصاحبة في مختلف بقاع الكرة الأرضية هي: (هابي بيرث داي تو يو). إلا في لبنان فالأنشودة تقول: سنه حلوة يا جميل. ولا تُطابق الترنيمة تلك أي من كلمات ترنيمة الغربيين. لكن أهل لبنان يأتون بما لم تستطعه الأوائلُ. ثم إنهم أعطوا اسم الجنس المذكر (جميل)، لأن لو قالوا "يا جميلة" لربما اختل الوزن. ثم إنه لا عيب لغوياً فعند الغزل يجوز إطلاق المذكر على المؤنّث، بدليل أغنية "ياجميل" للراحل فريد الأطرش. ونرى ذلك في قصائد غزلية كثيرة. ولا يستحسن البعض في مجتمعنا إقامة أيام أو أعياد الميلاد لكونها عادة غربية وافدة، والبعض شدد وسماها بدعة. وربما من حرمه اعتمد على تسميته "عيد" وسمته الأسر الآن احتفالا وليس عيداً. أعتقد أن سبب حرمته تأتي من خلال اعتباره تقليداً للغرب لا شك كل منا له يوم ميلاد وإلا لم يكن له وجود، وهذا اليوم يتكرر على الفرد كل عام، فهو أمر واقعي لا محالة، وكما قلنا إن الاحتفال به بدعة، لكن نقول إن تذكره لا أظنه حراماً فانك لو لم تتذكره، لن تدري كم من العمر فاتك. بالطبع كلنا او أغلبنا يذكر يوم ميلاده بين نفسه أو بين إخوانه. حتى الغربيون خلقوا بعض النوادر على حكاية يوم الميلاد. فقالوا إن أسلم طريقة تجعلك تتذكر ميلاد زوجتك، هو أن تنساه لمرة واحدة فقط..!! وقالوا أيضاً: ستعرف أنك مسّك الكبر إذا زادت قيمة الشموع على قيمة الكعكة. وأيضا قالوا: شارك صديقك بيوم ميلاده وعلّم ذلك بتقويم أعمالك اليومية. وتذكّر يوم ميلاده، لكن لا تتذكر عمره. وجاءت امرأة تشكو لطبيبها أن كعكة يوم ميلاد صديقاتها تُسبب لها أعراض التخمة والألم الناتج عن التلبك المعوي. وتلك الأعراض لا تظهر عند التهامها كعكات في مناسبات عادية. وبعد المتابعة والتحليل تبين أن سبب التلبّك ليس الكعكة لكن السائل الشمعي الذي يتركه احتراق الشموع..!