دخلت الشموع إلى منازل بعضهم كتقليد جديد في تعاطينا مع العلاقة الحميمة داخل الأسرة، وإضفاء جو من الرومانسية فى المنزل، إلى جانب لجوء بعض إلى إشعالها في حالة الإسترخاء ، ومحاولة التخلص من التعب والإرهاق والقلق بفعل تراكم الهموم ، وكثرة المشاغل في هذه الحياة اللاهثة بايقاعها السريع والمتوتر. ومع أن الشموع قد ارتبطت في الحضارات القديمة بالطقس الديني، وأنها تبعث الخشوع عند من يمارس طقسه الديني، إلا أنها في الوقت الحاضر أضافت إلى هذه الوظيفة بعداً يتمثل في رمزية الفرح، والإبتهاج كالأفراح مثلا، وتحولت - أيضا - إلى طقس رومانسي أخّاذ وجميل ومبهج. وكان أول من إستخدمها في الأفراح الخليفة المأمون بن هارون الرشيد في زواجه. وكان هوس النساء بالتغيير في روتين حياتهن اليومية وخلق أجواء شاعرية يشغل جل اهتمامهن فنجدها تبحث عن الجديد باقتناء الشموع خاصة وانها متاحة للجميع نظرا لثمنها الرخيص مقارنة بوسائل الإضاءة الأخرى أو البحث عن العديد من تجارب قريناتها وطرقهن المحتلفه في التجديد، ولكن نجد ان اشعال الشموع احتل الجزء الاكبر من اهتماماتهن بعد ان تميزت وزاد من سحرها روائحها الزكية التي تعطر المكان وتساعد على الاسترخاء والهدوء. فلا يكاد يخلو منزل من "فواحه" تحمل داخلها شمعه صغيره ترسل الزوجة من خلال اضوائها الخافته ورائحتها المنعشة مشاعرها الصامتة، فهناك من يتفهم نفسيتها وعلاقتها الوطيدة بالشموع، وهناك من يتجاهلها مرسلاً عباراته "المحبطة" من تلك الأجواء، فهل وصلت هذه الرساله الى ازواجهن ام انه - لا حياة لمن تنادي - اختلفت الاراء وتنوعت فكان ل "الرياض" هذا التحقيق: تفضلها النساء هوساً بتغيير روتين الحياة اليومية وخلق أجواء شاعرية ورومانسية سخرية الزوج بداية تقول "أم أريام": تجذبني الشموع كثيرا وأتمنى لو أنني أستطيع شرائها فلو أشعلت شمعة واحدة في بيتي لسخر مني زوجي فمستوى تفكيره "يحبطني" وتضيف كثيرا ما حدثته بإن تغيير الأجواء يساهم بتغيير نفسية الشخص للافضل ولكن - لاحياة لمن تنادي - ولذلك اكتفي فقط برؤيتها في الاسواق وأطيل الوقوف لتفقد أحدث أشكالها والوانها وتنوع روائحها وتضيف أعزي نفسي بفواحة صغيره تحمل بداخلها شمعة ليفوح طيبها بغرفتي قبل حضورزوجي. ابتدأت "أم عبد الله" حديثها قائلة: الله يجزى الشموع خيرا، أعادت لي "أبو عبدالله" من مشروع الزواج بأخرى بعد ان قرروا علنا عن نواياه، وتضيف بعد سماعي برغبتة بالزواج تعبت نفسيتي واخذت بالتغيير الكامل لروتين حياتي ونصحني أخوتي باقتناء الشموع لاثرها الفعال في نفسية الرجل وبالفعل كنت اجدد له يوميا بروائح مختلفه واشكال متنوعة واضعها في اماكن مختلفة من المنزل ووجدت ان زوجي بدأ بالعودة للمنزل مبكرا وتغير كثيرا عن ذي قبل، فشموعي وأجوائها الشاعرية اعادت لي زوجي وجددت الحياة في روحنا بعد ان ذبلت. الشموع تبدد الضجر والقلق لها أهمية في المنزل وتضيف "تماضر".. تبعث الشموع الراحه لنفسي بعد يوم شاق "فأسترخي" على ضوئها واحرص على وضع الروائح المساعدة على الهدوء ذلك مثل: الفانيلا والليمون، وما ان يعود زوجي من العمل تنتهي اجوائي الخاصه فتبدأ الإنارات المشعة تنتشر في ارجاء منزلي وتضيف، زوجي لا يؤمن بشاعرية الشموع ولا يهتم بها. وتؤكد "أم عبدالعزيز".. على اهمية الشموع في المنزل وعلى نفسيتها فتقول أحرص على وضع الشموع عند مداخل بيتنا وعند تقديم الطعام وداخل غرفة نومنا، واحاول ان اجدد يوميا في نوع الرائحة وشكل الشمعة، مع نثر الورود المجففة على ارضيات منزلي، فزوجي يعشق التغيير واعمل جاهدة على هذا الجانب، وتضيف يسعد زوجي بالتغير وبتلك الشمعات المتناثرة ولكني لا اتذكر مرة انه اشترى لي شمعات واتمنى لو انه يفعل ذلك فأنا من اشتريها واضعها له. تحف جميلة وتعتبر "رهام".. الشموع من أجمل التحف التي تكتمل روعتها بإشعالها وانتشار ضوئها الخافت في ارجاء المنزل وخاصة أنها أصبحت بأشكال عديدة وأحجام متفاوته وتعددت ألوان شمعداناتها وارتفعت أسعارها لدخولها في تركيبات معظم التحف، وتضيف اهتم كثيرا بالبحث عن جديدها وروائحها الحديثة ولكن لابد أن يكون اقتناؤها بحذرخاصة بوجود الاطفال، فزوجي بعد ان كان يطالبني بإشعالها اصبح يتضايق كثيرا منها وقد يفقد اعصابة ان لم اطفئها بعد أن أسقط ابني الصغير أحد الشمعات التي كادت ان تحرقنا. وتقول "أم بسام": احاول جاهدة خلق اجواء رومانسية في منزلي وتغيير مشاعر زوجي القاسية بشمعات متناثرة في ارجاء غرفتي ولكن حاله لم يتغير فينتقدني عند شرائها واهتمامي بها، وتضيف يحذرني زوجني من أنني "سوف أحرق المنزل يوم ما" وان ليس لديه المال لشراء اثاث جديد، وتقول احُبط كثيرا عند سماع ذلك وانني لم استطيع ايصال مشاعري له، فهو يعتبر ان الشموع لا ضرورة لها الا للإنارة ولا تحمل داخلها أي معنى.. وتشير اتعجب كثيرا من تفكيره واتمنى لوانه يلتمس سعادتي وارتياحي النفسي ويسايرني كي لا افقد روح رائعه لا تخرج الا تحت ضوء الشموع. الأجواء الجميلة مطلب يكون البحث عنه من خلال الشموع لا ينام وهي مشتعلة وتضيف "أم مدى الحربي".. أحرص على اقتناء أكبر كمية من أشكال الشموع، وابحث عن جديدها "بالنت" لمعرفة احدث اشكالها وروائحها العطرية المتنوعة، حرصا مني على جذب زوجي وكي اشغله عن سهراته الليلة مع رفاقه، فاشعل شمعاتي في الليالي التي أحب الاحتفاء بلحظاتها الجميلة ولكن يضايقني زوجي فعندما أشعلها في غرفة نومي يبقى "قلقا" بشأنها ولا ينام حتى أطفؤها. ومن جانبها تعلق "ام سالم".. لا أهتم بالشموع ولا اشعلها برغم اني احث كل زوجة ان تهتم بهذا الامر واثره الكبير على نفسية الزوج "المتفهم"، وتضيف زوجي لا يحب وجودها في المنزل وعند اشعالها يقول (طفيها خنقتينا) مع عبوس وجهة وتغير ملامحه وارتفاع صوته الى الاعلى، فبدل ان اضفي على يومنا الهدوء والشاعرية اجد العكس تماما لذلك فأنا اراها من بعيد ولا اقترب منها كي لا تستضعفني اشكالها فأشتريها فتحدث "مشكلة" انا في في غنى عنها. وتنظر "ام عبدالرحمن العطوي".. الى ان الشموع "الحياة لروحها" المتهالكة من مشاكل الحياة فبدونها لا يطيب يومها، وتضيف ازعج زوجي بكثر الحاحي عليه ان يشتريها لي، فهو لا يحرص على وجودها وان لم اطلبه لن يشتريها، وتشير الى ان نفسية زوجها تتغير عند اشعالها للشموع فيأنس بضوئها، ولكنه يزعجها عندما يطالبها بإطفائها فهولا يتحمل ضوئها الخافت ورائحته لفترات طويلة "فيطفئها" ويشعل الانارة.