منذ سنين طويلة ونحن نسمع ونردد «أن الإرهاب فكر ويحارب بالفكر» ولم ينتج عن هذه المقولة القضاء على الفكر الإرهابي رغم تحييده على الأرض بجهود وزارة الداخلية، وقطاعاتها الأمنية، وبجهد مشكور من سمو ولي عهدنا محمد بن نايف يحفظه الله. اليوم لن نردد الإرهاب فكر يحارب بالفكر، بل سنقول الإرهاب استهواء عاطفي يحارب بالعقل، والمنطق، ولو تقيدنا بالعقل، ودرسنا أدوات العقل، لجعلنا الشاب يحاج نفسه بنفسه إزاء الاستهواء العاطفي، الذي يتعرض له ممن يجندونه، والقتل جريمة عظمى لأنه بأدوات العقل لن يرتكب القاتل حماقة قتل غير مبرر فالقتل شنيع (ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). حتى تتضح فكرتي، فلو درسنا مناهج المنطق، وعلم الجمال، والأخلاق وهي تحمل في ذاتها أدوات الفكر، وواجهنا الانسياق في العواطف، خصوصا، مع أولئك المجندين المحترفين الذين يصلون للشباب عبر الإنترنت، وبرامج التواصل الاجتماعي، فإذا تعرض الشاب لواحد منهم وبدأ عليه عملية الاستهواء، تكون لدى الشاب أساليب المنطق ومولدات الفكر من الفلسفة ليرد عليه. الخلاصة، واجهوا الاستهواء العاطفي بالعقل فالعاطفة الجياشة والحماس لا يوقفهما إلا منطق العقل الصلب، وهو خيار بديل لمقولة الفكر يواجه بالفكر، مع أنه لا فكر لدى الإرهابي بل عاطفة جياشة.