انتخبت حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس في رام الله أمس أعضاء هيئتيها القياديتين اللجنة المركزية والمجلس الثوري، بينما تتزايد التكهنات حول خلافة الرئيس الفلسطيني. ووصف عباس الذي انتخب قائداً عاماً للحركة في مستهل مؤتمرها العام الثلاثاء، العملية الانتخابية بأنها "عيد ديموقراطي بكل المقاييس"، وأضاف "العالم شهد هذه الاجتماعات الديموقراطية الصحيحة والشفافة، ونرجو لإخوتنا أن يؤدوا واجبهم تجاه شعبهم وقضيتهم". وصوت 1400 عضو في الحركة في مراكز الاقتراع في مقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة، وفي قطاع غزة أيضاً حيث لم يتمكن عشرات من أعضاء الحركة من الخروج لحضور المؤتمر، بعد رفض إسرائيل منحهم تصاريح. وكان مقررا أن تنتهي عملية التصويت في الساعة 16.00 بالتوقيت المحلي من مساء أمس، غير أن الناطق باسم المؤتمر محمود أبو الهيجاء أعلن تمديدها من دون أن يحدد موعد إغلاق مراكز الاقتراع موضحاً أن نسبة المشاركة راوحت بين 60 و70%. واستعانت فتح بنحو 300 مدرس للإشراف على الانتخابات وفرز الأصوات. ويجري التصويت لانتخاب المجلس الثوري المؤلف من 80 عضواً منتخبا وحوالي 40 معينين، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضواً منتخبا و4 يعينهم الرئيس. وترشح 64 شخصاً لعضوية اللجنة المركزية. وترشح 423 اسما للمجلس الثوري لحركة فتح. وحصلت وكالة "فرانس برس" أمس على قائمة بأسماء مرشحي اللجنة المركزية. ومن بين الأسماء الواردة في القائمة، شخصيات قيادية مثل مروان البرغوثي المسجون مدى الحياة في إسرائيل، وصائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلى اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وترشح أيضاً توفيق الطيراوي، وهو رئيس سابق لجهاز المخابرات، وعزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح بالإضافة إلى المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدنان الضميري ووزير التربية والتعليم صبري صيدم. وبين المرشحين أيضا المفاوض السابق محمد اشتية، ومسؤول التعبئة والتنظيم في الحركة محمود العالول وأيضاً مسؤول العلاقات مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني. وتقدم كل من أحمد قريع، وهو أحد مهندسي اتفاقيات أوسلو مع إسرائيل ونبيل شعث، مسؤول العلاقات الخارجية في فتح وقدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني ومسؤول الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ بالإضافة إلى القيادي المخضرم في الحركة عباس زكي. ومن الأسماء المطروحة أيضا نبيل عمرو أحد المسؤولين البارزين في مرحلة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي تعرض لحادث إطلاق نار من مجهولين، دفعه لاعتزال السياسة بعد أن فقد قدمه. ووافق المؤتمر الجمعة على منح العضوية الفخرية الدائمة في مركزية فتح، ل 3 أشخاص بناء على ترشيح من الرئيس محمود عباس هم فاروق القدومي وسليم الزعنون وأبو ماهر غنيم، باعتبارهم من مؤسسي حركة فتح. وستصدر النتائج في وقت متأخر ليل أمس أو صباح اليوم. ويرى الخبراء أن النتائج ستشكل مؤشرا إلى الثقل السياسي للتيارات المختلفة داخل فتح التي تشهد انقسامات داخلية وحيث أسقط اسم القيادي في الحركة محمد دحلان من عضوية المؤتمر بعدما فصلته اللجنة المركزية في 2011، إثر خلافات بينه وبين عباس. وانتخب عباس رئيسا في 2005 لمدة 4 سنوات وانتهت ولايته عام 2009 بينما يعرقل الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.