من أول نظرة لاسم المقالة يذهب العقل سريعاً إلى نادي الاتحاد (العميد) الذي أعشق، ولكن ما أقصده هنا هو عميد المجال الفني وليس الرياضي، بما أنني خصصت هذه المساحة لكراكيب الفن وأهله، أتحدث اليوم عن عميد الصحافة الفنية ليس السعودية فحسب ولكن عميد الصحافة الفنية العربية. هو شخصية مارست العمل الفني الصحفي قرابة ال40 عاماً حاور جميع العمالقة في مجال الفن المختلف من غناء، تمثيل، إخراج وتلحين، طاف العالم العربي من غربه لشرقه ومن جنوبه لشماله، قدم للقراء عديداً من المعلومات وأرَّخ عديداً من الشخصيات في مؤلفاته التي تجاوزت ال25 مؤلفاً المنتشرة في جميع الدول العربية. كما له الفضل بعد الله في تقديم كثير من المواهب الفنية للساحة العربية سواء كانت الغنائية أو التمثيلية وخطا معهم أول سلالم المجد والشهرة، وكان يقف معهم يداً بيد حتى وصلوا إلى قمة المجد، لم يتعرف عليه أحد إلا أحبه واستأثر بشخصيته المحبوبة الودودة التي نثرت بحبه وعاطفته لكل محبيه في جميع الأوساط. لم يكتفِ هذا الشخص بالكتابة والتحرير في المجال الفني، ولكن تطرق إلى المجال الرياضي بقوة، ودائماً في جميع الأوساط التي اختلط بها لم يعرف الحقد أو الكتابة الصفراء أو أن يغضب أي شخص، فطبيعته محبة لكل الناس، حتى إنه أحياناً تكون هذه النقطة سبباً خلافياً معه شخصياً باستمرار وهي المجاملة على حساب الفن حتى يُرضي الجميع. ولحبه الشديد لهذا المجال، ظل مستمراً فيه حتى بعد تقاعده من العمل الصحفي اليومي قبل قرابة العامين، إلا أنه سلك طريقاً جديداً مسايراً به لغة العصر وثورة قنوات التواصل الاجتماعي، وأصبح يسرد حكاياته ومقابلاته وأخباره الفنية عبر تلك الوسائل، إضافة إلى توجهه إلى البرامج التليفزيونية كمذيع مرة وكمعد مرة أخرى. لا يسعني في هذه الزاوية المحدودة إلا أن أنثر وأبعثر جميع خصاله وفنونه وعلاقاته، ولكن حاولت أن أعبِّر في سطور وحروف معدودة حسنات عميد الصحافة الفنية العربية الأخ والصديق والحبيب علي فقندش، أو كما يطلق عليه الدكتور غازي عوض الله «قفدنش»، الذي هو أصلاً اسمه الفني، أما عن اسمه الحقيقي الذي يجهله كثيرون فهو علي النمر.