يسعى الإشراف التربوي كمنظومة أساسية في وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية ومن خلال العمليات التربوية الحيوية الموكلة له في عمليتي التعليم والتعلم إلى تحقيق غاية أساسية تتمثل في الرقي بجودة التعليم والتعلم وتحسين نوعيته، فهو حلقة اتصال مهمة وفاعلة بين المدرسة والأجهزة الإدارية والفنية في مكاتب وإدارات التعليم. ويُعد الإشراف التربوي ذا أهمية بالغة كونه يؤدي خدمات تربوية وفنية من خلال متابعة العملية التربوية والسعي لحل المشكلات التي تواجه عمليتي التعليم والتعلم، ويقوم بوضع الخطط والمقترحات وتبني الحلول المناسبة لذلك، فهو جسر الاتصال بين الميدان والأجهزة الإدارية والفنية التي تشرف على عملية التعليم والتعلم، علما أن التوسع في الخدمات التعليمية مع انتشار المدارس وازدياد عددها يفرض الحاجة إلى وجود مشرفين متخصصين في مواد الدراسة المختلفة ليقوموا بمهمة الإشراف على أعمال المعلمين، ومساعدتهم وتمكينهم من تحقيق الأهداف المنشودة، ويُعد عمل المشرف التربوي من خلال منظومة قيادة الأداء الإشرافي في إصدارها الرابع لهذا العام 1437ه – 1438ه من الركائز الأساسية لإنجاح عمل منظومة قيادة الإشراف في قسميها الكمي والنوعي وكذلك له دور أساسي في عمل وإنجاح منظومة قيادة الأداء المدرسي من خلال مشاركته في تقييم المدارس بالتعاون مع أقسام إشراف الإدارة المدرسية في المكاتب، وسوف يكون له الأثر الفاعل إذا ما استثمرت نتائج هذه المنظومة بنوعيها الإشرافي والمدرسي، وتم توظيفها بالشكل العلمي المناسب، مع تقديم تغذية راجعة للميدان لتحسين الأداء في الأعوام المقبلة، ولتطوير عمل المنظومة أيضاً. وعلى المشرف التربوي أن يدرك أن هذه المنظومة لم تأت بأعباء زائدة عما هو مطلوب منه في طبيعة عمله، فهدفها بالدرجة الأولى السعي للتطوير المستمر للعملية الإشرافية سواء للمشرف التربوي أو للمدرسة كمؤسسة تربوية، بل هي في حقيقتها تنظيم وتوثيق لعمل المشرف الذي كان ومازال يؤديه، وذلك من خلال جمع بيانات كمية ونوعية عن طريق مجموعة من الأدوات والأساليب الإشرافية التي تمثل مؤشراً لأداء المشرف خلال العام الدراسي، تحدد في مجملها الاتجاهات المرغوبة في العمل الإشرافي، ومن ثم تحليلها في سياق لفظي وصفي. كما أن المشرف التربوي يستفيد من تحليل هذه النتائج في تشخيص مواطن القوة والضعف في عمله الإشرافي، وبالتالي يقوم بتصميم وتبني البرامج المناسبة لدعم وتعزيز وتحسين عمله الإشرافي، وتتميز منظومة قيادة الأداء الإشرافي بأنها قائمة على ثقافة المشاركة وفرق العمل المهنية في قيادة وقياس مؤشرات الأداء في كل المستويات، فهي عملية تكاملية بين إدارة الإشراف بالوزارة، وإدارات الإشراف التربوي في إدارات التعليم من خلال مؤشرات رؤساء الأقسام الإشرافية، ومكاتب التعليم من خلال مؤشرات أداء مشرفي الأقسام والمواد، وصولاً إلى مؤشرات قيادة الأداء المدرسي، وكما هو مفهوم من تسلسل تطبيق منظومة قيادة الأداء، فستطبق العام المقبل 1437ه 1439ه منظومة قيادة الأداء للمعلمين ليكتمل عقد المنظومة وليسهل قياسها وتطبيقها على الجميع، وهو الأمر الذي سيمكِّن وزارة التعليم ممثلة في الجهة القائمة على متابعة وتنفيذ المنظومة من فرصة نشر ثقافتها في الميدان التربوي ككل، وقيادتها بأسلوب مهني يعمل على تحقيق أهدافها على جميع المستويات. الجدير بالذكر أن منظومة قيادة الأداء بنوعيها الإشرافي والمدرسي اللذين طبِّقا حتى الآن، أو ما هو تحت البناء وهو منظومة أداء المعلمين، يظهر عليها ومن خلال أهدافها التي بُنيت عليها تبنيها فكراً إشرافياً حديثاً يرتبط ارتباطاً قوياً بعمل كل من المشرف التربوي أو القائد المدرسي في صورته المطورة والحديثة التي تواكب التطور الحاصل في جميع النظم التربوية المتقدمة في العالم، وتساهم بشكل مباشر في تحقيق الهدف الذي يسعى له الإشراف التربوي من تحسين أداء المشرف التربوي، وتكامله مع العملية التعليمية والتربوية. المشرف التربوي بمكتب التعليم شمال المدينة المنورة