ارتكبت قوات الأسد مجزرة جديدة أمس في حلب راح ضحيتها أكثر من 45 مدنياً أثناء محاولتهم الفرار من جحيم القصف والمعارك الذي تتعرض له المناطق المحررة في شرق المدينة، وقالت إدارة الدفاع المدني في مدينة حلب المحاصرة، إن قوات الأسد استهدفت فجراً بالمدفعية الثقيلة عائلات مدنية كانت تحاول الخروج من الأحياء الشرقية باتجاه الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات الأسد في منطقة حي جب القبة، خلفت أكثر من 45 شهيداً وعشرات الجرحى. وذكر ناشطون في حلب عن استهداف قوات الأسد بعدة قذائف مدفعية عائلات نازحة في حي جب القبة، كانت تحاول الخروج سيراً على الأقدام باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، ما أدى لمجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 45 مدنياً، لا تزال جثثهم تملأ الشوارع في الحي. وكان الطيران الحربي استهدف الثلاثاء عائلات نازحة من الأحياء الشرقية في حي باب النيرب، خلفت أكثر من 25 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء. وحذر ناشطون الأهالي من المخاطرة والتوجه باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، وذلك تجنباً للاستهداف المتعمد من قبل قوات الأسد للنازحين وبشكل مباشر. وطالب الائتلاف الوطني السوري أمس الأممالمتحدة، باتخاذ خطوات فورية وحاسمة لحماية المدنيين في حلب، ووقف الهجوم الوحشي على المدنيين فيها، من خلال إجبار نظام الأسد على الالتزام ببنود وقف الأعمال العدائية؛ والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والطبية لمدينة حلب بشكل فوري ودون عراقيل؛ ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. وفي رسالة وجهها رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة، لكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن فودي سيك، بخصوص الجرائم الوحشية لنظام الأسد وحلفائه في حلب، قال العبدة «إن نظام الأسد وحلفاءه حولوا المناطق المحررة من مدينة حلب إلى تابوت حقيقي، نظراً لكون مخازن الأغذية قد نفدت بشكل رسمي، وكون المدنيين تحت حصار خانق. وأشار العبدة في رسالته إلى أن مشافي حلب كافة خرجت عن الخدمة تاركة مئات الأشخاص جرحى جرّاء القصف العشوائي، مما يهددهم بفقدان حياتهم بسبب نقص كامل في مواد العناية الطبية. وأوضح العبدة في رسالته أن التصعيد الوحشي في حلب تسبب في استشهاد أكثر من 670، 40% منهم أطفال، ونزوح أكثر من 3000 عائلة، وتدمير 11 مشفى ومركزاً طبياً، كما استخدم غاز الكلورين 4 مرات. واعتبر الائتلاف أن استمرار نظام الأسد في إجرامه ما كان ممكناً لولا أنه أمِن العقاب؛ بسبب عجز المجتمع الدولي حتى الآن، بالإضافة إلى الدعم الفعلي الذي يتلقاه من حلفائه وبخاصة روسيا. كما أكد الائتلاف أن مسؤولية ترجمة الكلمات إلى أفعال، وحماية المدنيين في حلب، وضمان ألا يستمر إجرام النظام ضد السوريين دون عواقب؛ تقع على عاتق الأممالمتحدة بوصفها تحمي حقوق الإنسان، والسلم والأمن الدوليين.