سيطرت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لها وأيضاً وحدات الحماية الكردية، على الأحياء الشمالية الشرقية المحررة من مدينة حلب، وذلك بعد يوم من سيطرتها على حي مساكن هنانو قبل يومين، حيث سيطرت قوات الأسد على أحياء الصاخور والحيدرية، بينما سيطرت قوات الحماية الكردية على أحياء بعيدين، بستان الباشا، عين التل، الهلك، الشيخ فارس، الزيتونات، حيث قال ناشطون إن اتفاقاً تم بين الثوار والأكراد يقضي بتسليم هذه الأحياء لهم شرط حماية المدنيين وتجنبهم القصف. وقالت شبكة شام الإخبارية، إن الثوار انسحبوا إلى الأحياء الجنوبية الشرقية للعمل على تثبيت نقاط الدفاع ضمن هذه الأحياء المحررة، في وقت واصلت فيه طائرات الأسد وروسيا شن عشرات الغارات الجوية على أحياء حلب بشكل مكثف، وأدت الغارات إلى وقوع مجزرة مروعة في حي الشعار راح ضحيتها 10 شهداء وعديد من الجرحى. من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في حلب، مطالباً روسيا وإيران باستخدام نفوذهما على النظام السوري لتجنب «كارثة إنسانية». وخسرت الفصائل المعارضة أمس كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، ثاني المدن السورية، إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها، فيما فر آلاف السكان من منطقة المعارك. وقال جونسون في بيان إن «الهجوم ينذر بكارثة إنسانية». وأضاف «أدعو هؤلاء الذين لديهم نفوذ على النظام وخصوصاً روسيا وإيران إلى استخدامه لوقف الهجوم المدمر على شرق حلب». وتابع «نحن بحاجة لوقف إطلاق نار فوري في حلب ووصول فوري لأطراف إنسانية محايدة لضمان حماية المدنيين الذين يفرون من القتال. هذه ضرورات إنسانية». ويعيش سكان شرق حلب في ظروف صعبة جداً، حيث تنقصهم المواد الغذائية والأدوية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ يوليو. وتشكل سيطرة قوات النظام على ثلث الأحياء الشرقية الخسارة الأكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، في وقت تعد فيه أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة ميدانياً منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل أكثر من عام.