احتفل العالم يوم أمس بيوم الطفولة العالمي الذي يصادف العشرين من نوفمبر كل عام، وقد احتفل العالم بهذا اليوم من خلال قوانين الأطفال وحماية الطفولة التي أقرتها المنظمات الدولية، وتلك القوانين التي أصبحت عرفاً لدى الأطفال وكذلك الآباء الذين يحرصون لتقديم بيئة آمنة لتلك الطفولة، بينما تعاني منطقة الشرق الأوسط حسب التقارير العالمية التي تؤكد على ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدرسة خلال العشر سنوات الماضية، ولا يزال هناك طفل واحد من بين كل أربعة أطفال ويافعين (أكثر من 21 مليوناً) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير ملتحق بالمدرسة أو مهدداً بتركها. واليوم بعد مضي ما يزيد على عام عن التقرير الصادر عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة، اليونيسف، ومعهد اليونيسكو للإحصاء في عام 2015م، ونحن اليوم على مشارف نهاية العام والدخول في عام جديد، قد يحمل مزيداً من الأرقام التي خلَّفتها الحروب الشرق أوسطية والتطاحن الإفريقي، والفقر الذي يمر على بعض الدول، حيث يقدّر تقرير حديث صادر عن اليونيسيف أن «هناك 20 مليون طفل مشرد حالياً جراء الصراعات المسلحة، وانتهاكات حقوق الإنسان. وثلثاهم مشردون داخلياً ضمن حدود بلادهم. وهؤلاء الأطفال يضطرون إلى الفرار من ديارهم، بحيث كثيراً ما يقطعون مسافات كبيرة هرباً من نيران العدو، ويصبحون الأكثر تعرضاً للعنف والمرض وسوء التغذية والموت». والجزء الأكبر من هذا العدد أصبح اليوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقياً، حيث حالة الحروب الطاحنة وقد بلغ عدد الأطفال في سوريا الذين قتلوا بسبب الحرب حتى نهاية عام 2015م أكثر من 13.500، وأضعاف هذه الأرقام من الأطفال الذين شردوا في اليمن بسبب اختطاف الشرعية ومحاولة سيطرة الحوثيين على البلاد وممارسة حالة سفك الدماء والتصفية مع المختلفين معهم. اليوم ونحن على أعتاب سنة جديدة، على القوى الأممية السعي لحماية الطفولة وتقديم الحلول الناجعة لضمان بيئة صحية يستطيعون العيش فيها بعد هذا الدمار الذي لحق عدداً من المدن العربية، وحالة الفقر التي أصابت عدداً كبيراً بسبب القصف اليومي الذي تمارسه الأنظمة على شعوبها، ومراجعة حقيقية لقوائم الطفولة كي نستطيع بناء مجتمع ناجح في المستقبل لا يعاني من أمراض نفسية بسبب حالة القتل اليومي التي تمارس ضد الطفولة.