استأنفت القوات العراقية أمس هجومها على الجبهة الشرقية للموصل، فيما اتهمت الأممالمتحدة تنظيم «داعش» الإرهابي بإعدام 60 مدنياً في المدينة خلال الأسبوع الفائت. وأعلن قائد «فوج الموصل» في قوات مكافحة الإرهاب، المقدّم منتظر سالم، أن «قواتنا بدأت الهجوم على العربجية شرقي المدينة» و»الاشتباكات مستمرة». وذكر سالم، في وقتٍ سابق، أن الهدف هو حي كركوكلي في شرق المدينة، لكن العربجية كانت أولاً، مبيِّناً أن الهجوم على كركوكلي سيبدأ قريباً. وبحسبه؛ يأتي هذا الهجوم «بعد أيام من الهدوء». في الوقت نفسه؛ أفاد المقدم، علي حسين فاضل، ب «إتمام السيطرة على الصف الأول من المباني في العربجية». وتابع بقوله: «نحن على مسافة قريبة جداً من كركوكلي، لكن الهجوم الفعلي لم يبدأ بعد». وتمركز أحد مقاتلي قوات مكافحة الإرهاب داخل منزلٍ مؤلَّفٍ من طابقين، واستخدم حاسوباً لوحياً لتوجيه طائرة استطلاع لضرب انتحاريين. ويستخدم عناصر «داعش»، إضافةً إلى العبوات الناسفة والهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة؛ أنفاقاً، ما أعاق تقدم القوات الأمنية. ويوجد بين 3 إلى 5 آلاف مسلح من التنظيم في الموصل، وفقاً لمصادر أمريكية. ومنذ إطلاق عملية استعادة المدينة بدعمٍ من التحالف الدولي في ال 17 من أكتوبر؛ لم تتمكن سوى قوات مكافحة الإرهاب من اختراقها والاشتباك مع المتطرفين داخلها. وعلى محوريها الشمالي والشرقي؛ استعادت قوات البشمركة الكردية السيطرة على مناطق بينها بعشيقة وبرطلة، أكبر المناطق المسيحية في العراق. لكن المقاتلين الأكراد لن يدخلوا الموصل، حسبما أعلن رئيس الوزراء، حيدر العبادي. وفي المحور الجنوبي؛ تقدمت قوات من الجيش في اتجاه مدينة نمرود الأثرية. وعلى الجبهة الغربية؛ تخوض ميليشيا الحشد الشعبي، التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران، مواجهاتٍ بغرض قطع طرق إمدادات «داعش» وعزله عن الرقة معقله في سوريا. في سياقٍ متصل؛ أوردت الأممالمتحدة معلوماتٍ عن إعدام «داعش» 60 مدنياً على الأقل في الموصل وضواحيها خلال الأسبوع الفائت، بعدما اتهم 40 منهم ب «الخيانة» و20 ب «نقل معلومات إلى القوات العراقية». وذكرت المتحدثة باسم المفوضية الأممية العليا لحقوق الإنسان، رافينا شمدساني، أن «عمليات القتل» هذه حصلت في أوقات وأماكن مختلفة في المدينة. وأعلنت المتحدثة، التي لم تكشف عن مصادرها، أن مسلحي التنظيم الإرهابي قتلوا 40 مدنياً بعدما اتهموهم ب «الخيانة والتعاون» مع قوات الأمن. وعُلِّقَت جثث الضحايا على أعمدة كهرباء، وكانوا يرتدون زياً برتقالياً كُتِبَت عليه عبارات باللون الأحمر. وعاين أبو سيف، أحد سكان المدينة، ما بين 30 و40 جثة أُلصِقَت على ثيابها كلمات «عميل» و»خائن». وأبلغ أبو سيف وكالة «فرانس برس» أن التنظيم يجمع أشخاصاً في الشوارع ويعدمهم على مرأى من الناس «البعض منهم بالرصاص والبعض الآخر بقطع الرأس». ووفقاً للمفوضية الأممية؛ أُعدِمَ رجلٌ في ال 27 من عمره بالرصاص في حي باب الجديد (وسط الموصل) مساء الثلاثاء، بدعوى استخدامه الهاتف المحمول الذي يمنعه التنظيم. وأشارت رافينا شمدساني إلى 20 مدنياً آخرين قتلهم التنظيم مساء الأربعاء في معكسرٍ في منطقة الغابات (شمال الموصل) «لأنهم نقلوا معلومات» إلى القوات العراقية. وفيما واصلت الأممالمتحدة في الأيام الأخيرة كشف تفاصيل عن استخدام «داعش» التعذيب والاستغلال الجنسي وتجنيد الأطفال وعمليات القتل؛ طلب المفوض الأممي الأعلى لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، رفع هذه المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية. بدورها؛ أعلنت المفوضية الأممية العليا للاجئين أن عدد المهجرين منذ بداية عملية استعادة الموصل تضاعف خلال أسبوع ليبلغ 47 ألفاً و730 شخصاً.