هروب الفتيات لم يرتفع لحد الظاهرة في السعودية، لكن الحالات التي تم رصدها تعد موضوعاً خطيراً يفرض على كل من يعنيه الأمر من أسرة ومجتمع التوقف لفهم أسباب حدوثه. قد نتعلل بالانفتاح الذي جعل العالم عند ضغطة زر أو بصمة إصبع. قد نضع فكر الأسرة المنغلق الذي لا يمنح الفتيات فرصة للتعبير عن أنفسهن كسبب. وقد يقول بعضهم إنه تقصير الإعلام في التوعية أو فساده أحياناً. وقد يرجع المختصون ذلك للمشكلات الأسرية التي تلقي برياحها على نشأة الأطفال. مهما كان السبب فحدوث الأمر يعني أن هناك خللاً يجب علاجه. فكل من تقع تحت مسؤولياته مهمة الاهتمام بالفتيات يعتبر جزءاً من الحل. فما الذي قد يجعل فتاة تفكر في الهروب بجرأة ودون الاعتبار لنتائج ما قامت به؟!!! الحقيقة أن هناك خطاً ما بين التربية الخاطئة المبنية على عدم الثقة أو الثقة الزائدة أو الإهمال لمراحل تطور النمو لدى نفسية الفتاة قبل جسدها وبين العوامل الخارجية كأصدقاء السوء أو غياب التوجيه. مع الأسف يدخل عامل آخر مثل قلة وعي الآباء في إيجاد حوار صحي مفتوح مع الفتاة، مما يمنع أي فكر دخيل يؤثر على قراراتها. فإن كانت التربية في الماضي مرهقة فهي الآن أشد إرهاقاً وحساسية وخطورة لوجود عوامل كثيرة يمكن أن تسهم في تربية فكر الفتاة. لكن باختصار تمتع الفتاة بوجود والدين قادرين على الإنصات والفهم والدعم يجعل فكرة الهروب فكرة مضللة وسيئة لأن الوالدين هم الشرنقة التي يمكن أن يخرج منها فرد صالح للمجتمع يمكنه أن يتعامل مع كل المؤثرات حوله بعقل وروية. كونوا بقرب أبنائكم ومعهم ليكون لديكم القدرة على تحصينهم ووقاية فكرهم من أي تيار تحت اسم الحياة.