- أفضل جهاز لكشف الكذب: الأيام. – لا تطيل البقاء إلا في أماكن النقاء. – «والله يحب المحسنين»، لنفترض أنك لم ترَ أثر إحسانك على الناس في الدنيا! ألا تكفيك محبة الله لك؟ – أيها الرجل اهتم بالمرأة تحترمك، ويا أيتها المرأة احترمي الرجل يهتم بك – في الوقت المناسب ستأتي الأمنيات المؤجلة لترسم في قلبك فرحا ًمختوما بقول الله «إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب». - إن الأمر الذي سألت عنه جلل، والخطب فيه كبير، والزنا كبيرة من الكبائر، والله تعالى يقول: «ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا». ولعلمي أنك وقريبك وصاحبته تعلمون يقينًا بشناعة هذا الفعل، فلست بحاجة إلى التطويل في ترهيبكم منه. ولكن الحل لا يمكن أن يبدأ به إلا بعد التوبة النصوح التي تدل على صدق التوجه إلى الله تعالى بعدم الوقوع في هذا الفعل مع هذه المرأة وغيرها. ومع عظم المصيبة، وتطور آثارها، إلا أن الحل واضح جلي، لا ينبغي التردد فيه أو الخوف من نتائجه، بل نتائجه مأمونة بإذن الله تعالى، وهو أنك -أيها السائل الكريم- تزور صاحبك هذا، وتخبره بأن هذا الأمر لابد أن ينتهي بالطريقة الشرعية التي يرضاها الله تعالى، وذلك بالذهاب إلى أحد القضاة في منطقتك وإفادته بالموضوع، وإخباره بأن الرجل والمرأة تائبين من فعلتهما، ويريدان المخرج من ضائقتهما، وهنا أتوقع أن القاضي سيدلكم على محاولة الزواج بين الرجل والمرأة، ولعله أيضًا يرى أن ينسب الطفلة إليهما، وتنتهي المشكلة بذلك. أما المال، فليس من شرط أن تكون هناك تكاليف كبيرة للزواج، وإذا صدقا مع الله تعالى فسيبارك لهما في زواجهما، ويعفو الله ويغفر للتائبين، والرسول صلى الله عليه وسلم حينما جاءه ماعز الأسلمي -رضي الله عنه- ليقر بين يديه بالزنا، دله أن يتوب بينه وبين الله تعالى. أما بالنسبة لأهل المرأة فالقاضي سيتولى سلطته في تزويجها إذا رأى أنهم ليسوا بأكفاء في رعايتها والولاية عليها، أما إذا كانوا أكفاءً فسيقنعهم بالستر على ابنتهم بالزواج، وهذا وما ذكرته من إجراءات سيتولاه القاضي أمر من شأنه، وهو أدرى به إن رآه صوابًا، ولكن حاول أن تطمئن الرجل وصاحبته بأن الطريق في الحل آمن، وهو الطريق الصحيح، لا هذه الحياة المخوفة المضطربة، فالحياة إن استمرت على هذا الحال ستكون عواقبها وخيمة جدًا، قد تصل إلى طوام وعظائم. أسأل الله تعالى أن ييسر أمركم، وأن يستر علينا وعليكم، وأن يبارك في جهدك في حل هذه المشكلة. - اسمحي لي أن أقول لكِ أن هذا ليس مبررا لأن تتركي نفسك فريسة في يد الفراغ القاتل، كما أحل الزواج فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز: «وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا». فالطلاق ليس سيئا ما دام هو الحل الأخير بعد استنفاد كل الحلول الممكنة، وما بعد الطلاق هو حياة أيضا، فلا تغفلي وتنسي نفسكِ وتستسلمي إلى ما يغضب الله. بل إن الفراغ الذي وضعتِ نفسكِ فيه هو الذي ألقى بكِ إلى هذه العلاقة التي لا يرضى الله عنها أبدا، ولا ترضي عنها أنتِ نفسكِ؛ لأنكِ في البداية تخافين الله، وتخافين على نفسك وأهلك. أختي السائلة، إن علاقتكِ بهذا الشخص أرى فيها كثيراً من الأخطاء التي لم ترعِ لها بالاً، فلقد تعرفتِ عليه بطريقة لا تسمح لأي أحد في الدنيا أن يكون فكّر في أي شخص عبر الإنترنت، لكنكِ تعلمين جيدا أن هذه الأفكار يغلب عليها الطابع المثالي الذي يرغب هذا الشخص أن يكون عليه وليس طبيعة شخصية فيه هو نفسه. وأنصحكِ بالابتعاد عن هذا الشخص تماما؛ لأن حجة تجميع المال لا تنتهي، وليست مبررًا لأن يتأخر هذا الشخص في طلب الزواج منكِ، فلقد منحتيه ما ليس من حقه، وهو ارتضى به، فمن المنطق أن لا يكون له رغبة في بذل الجهد والوقت حتى يستطيع أن ينال ما ليس من حقه إلى الآن، أما عن فكرة أن يكون بينكما زواج سري فلا أوافق أبدا على هذه الفكرة. اعتبري هذا الخطأ في حياتك خطأ لن يتكرر، وانوي على التوبة لله بالابتعاد عن هذا الشخص تماما، وكفي عن التفكير فيه؛ لأن هذا ليس في صالحك أبدا، وعلاقة كهذه ليس مقدر لها النجاح إطلاقا، فالله لا يرضى عنها. كما أنصحكِ أيضا بأن تختاري لنفسكِ طريقا تبني فيه نفسك بعيدا عن الفراغ القاتل، وبعيدا عن الإنترنت الذي لا يفيد أكثر مما يضر. واسعي لأن تبني نفسك، فابحثي عمّا يشغل حياتك وتشعرين به بإنجاز يحقق لكِ ذاتك، ويبني نفسك فكريا ونفسيا، ويعطي لك الفرصة للاختلاط بالناس اختلاطاً مباشرًا أو يكون حكمك عليهم منطقيا ليس من خلال ما يعرضونه لكِ عبر الإنترنت، ولكن من خلال مواقفهم وتصرفاتهم التي يقومون بها أمامك. وأسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لكِ الخير ويلهمكِ الصواب. - أقترح عليك أن تراعي المشكلات الكبرى بينكما وتتغاضي عن المشكلات الصغرى، فلا تثيريها حتى تشعري أنك قد تجاوزت معه تلك الكبرى، وأرى أن أصل المشكلة بينكما في سرعة الغضب والانفعال لأتفه الأسباب، وكذلك قلة الاحترام، فلا أنت مبرأة ولا هو متهم بالذنب وحده، فعليك أن تتصبري وتُظهري له قدراً كبيراً من الاحترام والعناية، حتى ولو كنت ترين أنه هو المقصر في هذا الجانب، جربي ذلك فلعل هذا يدفعه إلى أن يبادلك الشعور نفسه، والاحترام بمثله، وإذا تخاصمتما فإياك إياك أن ترفعي صوتك أو تقابليه بمثل ما يتفوه به عليك من الشتائم، وإذا وقع شيء من هذا فغادري المكان إلى مكان آخر في البيت. وإذا رجع من العمل فليسمع منك كلاماً حلواً؛ يرد له ارتياحه، ويُذهب عنه ما كان يجد من الإرهاق والضجر، وليشعر أنك بانتظاره ساعة رجوعه، وأبعدي عنه الأولاد، وهيِّئي له جو الراحة، وتفنني له في الطبخ، واجتهدي في التحمل له، وحددي له وقتاً خاصاً بكما لا يشارككما فيه أحد حتى الأولاد، بحيث يفضي إليك وتفضين إليه بما يهم، ويعبر عن خلجات النفس، وثقي بعد هذه التجربة أن أخلاقه معك سوف تتغير إلى الأحسن –إن شاء الله-. ولتعلمي أن هذه التنازلات التي تقدمينها -مع شعورك بأنك لم تخطئي في حقه- سوف ترد لك بعض حقوقك، وإياك أن تحسبيها من ضعفك، أو أنها تدل على أنك أنت المخطئة المقصرة وهو المحُقّ غير المقصر؛ فهذا من تسويل الشيطان ووسوسته ليردك عن إصلاح البيت. جربي هذا، فلعل الله أن يجعل فيه المخرج مما أنت فيه من المعاناة. وفقك الله.