السؤال: عندي مشاكل مع زوجي، ونتشاجر على أمور تافهة بصورة شبه يومية، وعندما نتشاجر لا أستطيع الامتناع عن رفع صوتي؛ لأنني إذا حاولت التكلم معه بهدوء يعتبرني مخطئة، وكثيراً ما يقلب الحقائق. وعندما يأتي من العمل لا يفعل شيئاً سوى أنه يأكل وينام، فهذا يغضبني كثيراً، ويجعلني أعتقد أنني غير مرغوبة. كما أنه لا يخرج بنا للنزهة؛ فهو دائم الشكوى من العمل، مع أنه لا يعمل إلا ثماني ساعات في اليوم، ويقضي بقية وقته نائماً. أرشدوني ماذا أفعل؟. الجواب أقترح عليك أن تراعي المشكلات الكبرى بينكما وتتغاضي عن المشكلات الصغرى، فلا تثيريها حتى تشعري أنك قد تجاوزت معه تلك الكبرى، وأرى أن أصل المشكلة بينكما في سرعة الغضب والانفعال لأتفه الأسباب، وكذلك قلة الاحترام، فلا أنت مبرأة ولا هو متهم بالذنب وحده، فعليك أن تتصبري وتُظهري له قدراً كبيراً من الاحترام والعناية، حتى ولو كنت ترين أنه هو المقصر في هذا الجانب، جربي ذلك فلعل هذا يدفعه إلى أن يبادلك الشعور نفسه، والاحترام بمثله، وإذا تخاصمتما فإياك إياك أن ترفعي صوتك أو تقابليه بمثل ما يتفوه به عليك من الشتائم، وإذا وقع شيء من هذا فغادري المكان إلى مكان آخر في البيت. وإذا رجع من العمل فليسمع منك كلاماً حلواً؛ يرد له ارتياحه، ويُذهب عنه ما كان يجد من الإرهاق والضجر، وليشعر أنك بانتظاره ساعة رجوعه، وابعدي عنه الأولاد، وهيِّئي له جو الراحة، وتفنني له في الطبخ، واجتهدي في التحمل له، وحددي له وقتاً خاصاً بكما لا يشارككما فيه أحد حتى الأولاد، بحيث يفضي إليك وتفضين إليه بما يهم، ويعبر عن خلجات النفس، وثقي بعد هذه التجربة أن أخلاقه معك سوف تتغير إلى الأحسن - إن شاء الله -. ولتعلمي أن هذه التنازلات التي تقدمينها - مع شعورك بأنك لم تخطئي في حقه - سوف ترد لك بعض حقوقك، وإياك أن تحسبيها من ضعفك، أو أنها تدل على أنك أنت المخطئة المقصرة وهو المحُقّ غير المقصر؛ فهذا من تسويل الشيطان ووسوسته ليردك عن إصلاح البيت. جربي هذا، فلعل الله أن يجعل فيه المخرج مما أنت فيه من المعاناة. وفقك الله.