ترقب العالم بأسره بقلق أمس، نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستحدد من سيكون الرئيس رقم 45 لأكبر قوة في العالم، خاصة أن المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب على طرفي نقيض في رؤيتيهما لمستقبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم. فهيلاري كلينتون الشخصية الموجودة على الساحة السياسية منذ 25 عاماً والتي لا يحبها نصف الأمريكيين ويشككون بنزاهتها. وهي زوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون (1993-2001) وكانت على التوالي السيدة الأولى لولايتين وعضو في مجلس الشيوخ عن نيويورك ووزيرة خارجية في عهد أوباما. وهي في غاية الانضباط والمثابرة، تعرف جميع الملفات بشكل معمق، لكن شخصيتها لا تثير حماسة كبرى. بالمقابل هناك ترامب الذي هو أقل شعبية منها (62%)، وهو ملياردير ومقدم سابق لبرنامج «ذي أبرانتيس» من تلفزيون الواقع، وهو صاحب شخصية فظة استغل مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك الطبقة الوسطى من الأمريكيين البيض التي تواجه بقلق تبدلات العالم من حولها. وبدأ الناخبون الأمريكيون صباح أمس التصويت للاختيار بين كلينتون لتكون أول سيدة تتولى الرئاسة ودونالد ترامب الشعبوي الحديث العهد في السياسة لدخول البيت الأبيض. وأدلت هيلاري كلينتون بصوتها برفقة زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون حوالي الساعة 13.00 ت غ في مدرسة ابتدائية قرب منزلها في تشاباكوا في ولاية نيويورك، حيث انتظرها حشد متحمس من حوالي 150 شخصاً لأكثر من ساعة. وقالت عند خروجها من مكتب التصويت «أنا مسرورة جداً» وصافحت الحاضرين وتبادلت معهم الحديث. كذلك أدلى مرشح كلينتون لمنصب نائب الرئيس تيم كاين بصوته في معقله في ريتشموند بولاية فرجينيا، برفقة زوجته آن هولتون ورئيسة جمعية محلية وهي سيدة مسنة عمرها 99 عاماً، علقت له ملصقاً صغيراً على صدره، عليه عبارة «أدليت بصوتي». وبات عشرات ملايين الناخبين يضعون باعتزاز هذا الملصق. كما أدلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب بصوته بعيد الساعة (16.00 ت غ) في مركز تصويت في مانهاتن، حيث استقبل بالهتافات والتصفيق. ووصل ترامب في سيارة ليموزين برفقة زوجته ميلانيا مرتدياً بزة داكنة وربطة عنق زرقاء، وصافح بعض الاشخاص وابتاع قطعة حلوى قبل أن يدلي بصوته. وقام عديد من الناخبين بالإدلاء بأصواتهم باكراً في الصباح قبل التوجه إلى أعمالهم. وكان عشرون ناخباً ينتظرون أمام مكتب تصويت في بالميتو باي جنوبميامي بولاية فلوريدا، إحدى الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات. وفي قرية كليفتون الصغيرة في فرجينيا، إحدى الولايات الأساسية أيضاً، بدأ صف الانتظار يتشكل منذ الساعة 5.30 صباحاً، وعند فتح المكتب، كان هناك 150 ناخباً متجمعين، وهو أمر لم يحصل أبداً من قبل، حسبما قال المسؤول الانتخابي في المكان. وفي قرية ديكفسيل نوتش بولاية نيوهامشير في شمال شرق الولاياتالمتحدة، أدلى ناخبوها السبعة بأصواتهم ليل الإثنين، مطلقين بذلك رمزياً الانتخابات. وأدلى حوالى 42 مليون أمريكي من أصل أكثر من 200 مليون ناخب مسجلين على اللوائح الانتخابية، بأصواتهم في إطار التصويت المبكر، لتفادي صفوف الانتظار يوم الانتخابات. ورغم أن كلينتون لا تزال متقدمة على ترامب بفارق بضع نقاط في استطلاعات الرأي، إلا أنه لا يزال بإمكانه الفوز. وتأمل هيلاري كلينتون (69 عاماً) في أن تدخل التاريخ كاول رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيساً منذ جورج واشنطن في 1789. وتعتزم كلينتون الحكم في استمرارية لعهد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما ودعت في آخر ساعات حملتها الانتخابية إلى وحدة البلاد وتجاوز الانقسامات الحزبية. أما الجمهوري ترامب (70 عاماً) الذي يعتز بأنه دخيل على السياسة، فيأمل في أن يحقق مفاجأة كبرى كما حصل عندما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، خلافاً لتوقعات استطلاعات الرأي. ووعد عند اختتام حملته حوالي الساعة (06.00 ت غ الإثنين) بأن يلم شمل الأمريكيين خلف حدود آمنة ويجعل «الأولوية لأمريكا». وخلال تجمعاته الانتخابية كانت الحشود المتحمسة تردد أفكاره الأساسية: «بناء الجدار» على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية و»تجفيف مستنقع» الفساد الذي يعد أنه منتشر في واشنطن.