تقدمت القوات العراقية داخل الموصل أمس للمرة الأولى منذ انطلاق عملية استعادة المدينة من «داعش». وذكر المقدّم منتظر سالم، الذي يعمل في قوات مكافحة الإرهاب، أن هذه القوات تقدمت إلى حي الكرامة في شرق المدينة وواجهت إطلاق نارٍ كثيف من أسلحة رشاشة فضلاً عن إلقاء قنابل. وعاين فريقٌ ل «فرانس برس»، موجودٌ مع القوات على المدخل الشرقي للمدينة، جرَّافات ومدرعات تدخل «الكرامة». وكان إطلاق النار شبه متواصل، فيما وردت تقاريرٌ من الجبهة الأمامية عبر الأجهزة اللاسلكية للقوات تفيد بإقامة تنظيم «داعش» الإرهابي عوائق وزرعه عبوات على طول الشوارع لعرقلة التقدم. وكانت القوات انتشرت الأسبوع الفائت في محيط المحور الشرقي للموصل الواقعة شمالي العراق. ونظراً لمواجهتها قتالاً شرساً من جانب «داعش»؛ اضطرت القوات العراقية إلى القيام ب «تراجع جزئي» بُعيد تقدمها داخل شوارع في المدينة. وعلَّق أحد ضباط مكافحة الإرهاب قائلاً: «لم نكن نتوقع هذا (القتال العنيف). في كل طريق يوجد ساتر عليه دواعش وعبوات» و»كان من الأفضل أن نخرج من مكان الاشتباكات ونضع خطة جديدة». ولاحظت مراسلة ل «فرانس برس» أن 5 أفواج على الأقل كانت مشارِكة في هجوم الجمعة. وفيما بقِيَت بعض القوات في الداخل؛ تراجعت سرايا عدة. ومنذ انطلاق عملية الموصل؛ شهد المحور الشرقي للمدينة التقدم الأكبر بين جبهات ثلاث. وشهدت الأيام الأخيرة نزوحاً لعدد كبير من المدنيين الفارّين، لكن أكثر من مليون مدني مازالوا محاصرين داخل المدينة. وكان التحالف الدولي ضد «داعش» كثَّف منذ يومين غاراته تحضيراً لعملية الاقتحام، رغم أعمدة دخانٍ متصاعدة وناتجة عن إشعال عناصر التنظيم إطاراتٍ لحجب الرؤية عن الطائرات. وفي جنوبالمدينة؛ تسلَّل عناصر من التنظيم أمس إلى خلف خط الجبهة في قضاء الشرقاط، واشتبكوا مع عناصر أمنيين ما تسبب في مقتل 7 من الأخيرين، بحسب مسؤولين.