كلمة التنمر أصبحت كلمة واردة في مدارسنا هذه الأيام، وهي تعني أن يتعرض مراهق أو طفل للأذى النفسي من أقرانه عن طريق السخرية من عاهته أو سلوك يقوم به كالتأتأة أو الارتباك أو الخوف من الآخرين، أو قد تكون من ظروف معينة يعيشها الطفل كونه يعيش مع والدته مثلاً، أو أن والده يعمل في عمل مهني كالميكانيكا أو السباكة وغيرهما. السخرية تكون باستخدام ألقاب معينة وملازمة تكرارها على مسامع هذا المراهق، مما يجعله يفضل العزلة ولا يستطيع الدفاع عن نفسه. التنمر يوجِد شخصيات ضعيفة وثقتها بنفسها مهزوزة. وهي حالة تستدعي الانتباه ولا يمكن اكتشافها إن لم تكن هناك متابعة دقيقة من المرشد الطلابي أو المعلمين في المدرسة. والتعامل معها له عدة طرق، أولها دفع الطلاب الذين يقومون بالتنمر لفهم سوء وآثار أفعالهم من خلال ندوات أو مقاطع فيديو أو رسومات أو رسائل هادفة معبرة تصف وضع المراهقين الذين يتعرضون لهذا النوع من الإساءة. أيضاً يمكن أن تكون من خلال تواصل مباشر مع الأهل وتوعيتهم، وطلب مباشر بضرورة تدخلهم لوقف هذا التنمر. أما عن المراهق الذي يتعرض للتنمر فلا بد من متابعة حالته بشكل خاص وتوعيته بما يتناسب وعمره بعدم الاستسلام وكيفية الدفاع عن نفسه وزيادة اعتزازه بظروفه وحالته وتعزيز نظرته لمهاراته وقدراته. ولا يجب أن يتوقف ذلك التثقيف، بل لا بد أن تكون هناك متابعة مستمرة لجميع الأطراف، حيث إن آثار التنمر ستستمر مدى الحياة في وعي الشخص المعرض لها، وستؤثر على خياراته وقدرته على مواجهة الحياة. وعلينا كآباء الاهتمام بجانب على غاية كبيرة من الأهمية وهو السؤال اليومي عن أحوال أبنائنا بعد عودتهم من المدرسة وتجاربهم اليومية، لأنك من خلالها تعرف كثيراً، وأيضاً ملاحظة أي سلوك غريب لنتمكن من معالجته في حينه، فمعظم ما نعيشه في حياتنا يكبر معنا من الطفولة.