بدأت فصائل المعارضة المقاتلة في ريف حلب الجنوبي مرحلة جديدة لتحرير المدينة من سيطرة قوات الأسد وحلفائها أمس، وذكر ناشطون وشبكة شام الإخبارية أن جيش الفتح بدأ هجوماً جديداً يستهدف مواقع قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في محور معمل الإسمنت في الراموسة ومحور حي جميعة الزهراء شمال غربي المدينة، بهدف السيطرة على مقر المخابرات الجوية، وكتيبة الزهراء للمدفعية، وأكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن المعركة بدأت بقصف مواقع قوات النظام في حي جميعة الزهراء بقذائف المدفعية والصواريخ، ليتبعها استهداف مواقعه في الحي بسيارة مفخخة مُسيرة عن بُعد تابعة ل "حركة أحرار الشام " أحد مكونات "جيش الفتح". وتمكن الثوار بعد ساعات قليلة من بدء المرحلة الرابعة من معركة تحرير حلب، من السيطرة على معمل الإسمنت أكبر قلاع قوات الأسد في حي الراموسة بعد كلية المدفعية. وقال ناشطون في حلب إن الثوار استهدفوا مواقع قوات الأسد براجمات الصواريخ ومدافع جهنم، تلاها اقتحام لمعمل الإسمنت، ما أربك الخطوط الدفاعية لقوات الأسد وميليشيات إيران وبدأت بالانهيار تباعاً حتى تمكن الثوار من السيطرة بشكل كامل على المعمل. ويعتبر معمل الإسمنت من أكبر قلاع قوات الأسد في منطقة الراموسة؛ حيث تتمركز فيه قوات إيرانية وميليشيات تابعة لها، وحاولت هذه القوات مراراً الانطلاق من المعمل لاستعادة السيطرة على طريق الراموسة وإعادة قطع طريق الإمداد للمدينة، إلا أنها تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، لتتم السيطرة أمس على المعمل بشكل كامل. تجدر الإشارة إلى أن طريق الراموسة الذي تمكن الثوار من السيطرة عليه، وفك الحصار عن مدينة حلب، كان مرصوداً بشكل كامل من معمل الإسمنت أقرب النقاط العسكرية له بعد حي الحمدانية، وبسيطرة الثوار عليه يغدو الطريق مؤمناً لدخول وخروج المدنيين في حال تمكن الثوار من التقدم أكثر على جبهة الحمدانية أيضاً. وكان "جيش الفتح" أعلن في الثامن من آب الجاري، إطلاق معركة جديدة للسيطرة على كامل مدينة حلب، وذلك بعد إعلانه فك الحصار عن الأحياء الشرقية منها، ضمن معركة "الغضب لحلب" التي أطلقها نهاية يوليو الفائت. من جهة أخرى أعلنت سبعة تشكيلات عسكرية تشكيل مجلس الباب العسكري لمنطقة الباب وريفها، بغية تحرير منطقة الباب من تنظيم داعش، في مشهد مشابه لما حدث في منبج التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية قبل يومين، بمشاركة مجلس عسكري حمل اسم منبج. وأكد بيان التأسيس أن الفصائل استفادت من تجربة جيرانهم في منبج، وأن إعلانهم جاء انطلاقاً من "إحساسنا بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه شعبنا، وبالاستفادة من تجربة جيراننا في منبج المحررة وريفها، وأنه بات لزاما علينا العمل المشترك على تحرير أهلنا لتكون خطوة نحو تحرير كل سوريا، وبناء الوطن المشترك الحر الديمقراطي"، وفق ما ورد في البيان . وحدد البيان حدود عمل المجلس ضمن حدود مدينة الباب وريفها لتحريرها، مؤكداً أن الهدف هو التصدي لتنظيم داعش بوصفهم عدواً للشعب دون تمييز، كما سيعمل المجلس على تحقيق الحرية لكل المواطنين وعلى كل المستويات دون تمييز إثني أو ديني أو مذهبي. وفتح البيان الباب أمام كل الفصائل والشخصيات الوطنية والديمقراطية لتكون صفا واحدا ضد "مرتزقة داعش الإرهابيين"، داعياً "كل أبناء شعبنا في الباب وريفها، وخصوصا الشباب منهم، بمن فيهم المهاجرون والنازحون، إلى الالتحاق بصفوف قواتنا وأداء واجبهم الوطني والإنساني تجاه أهلهم وشعبهم"، كما دعا كل القوى "الوطنية والديمقراطية في سوريا وخارجها لتقديم يد العون والمساعدة". كما وجه البيان الدعوة لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولاياتالمتحدة إلى مساندتهم ودعمهم.