توصل مركز أبحاث النخيل والتمور إلى اكتشاف «مادة طاردة» لسوسة النخيل الحمراء، ربمّا تُحدث تغييراً في وسائل مكافحة السوسة. الوسائل الحالية تعتمد على «جذب الحشرة» ومن ثمّ قتلها. لكن المادة الطاردة المكتشَفة تعتمد على «طرد الحشرة»، وهو ما يُمكّن المزارعين مكافحة السوسة بفعالية أكبر. وقال الباحث الدكتور حمدتو الشفيع إن «الطرد» من أحدث التقنيات المستخدمة لمكافحة السوسة، مضيفاً «لدينا اكتشافات أخرى تمّ التوصل إليها بالتعاون مع شركة إي أس سي إيه الدولية بالولايات المتحدةالأمريكية. وقد اختبرنا الطُعم الجاف الذي يوضع في أي مكان من المزرعة ليجذب الحشرة ويقتلها مباشرةً. ومن ضمن عملية المكافحة تربيتها في وسط غذائي ودراسة سلوكها من قبل أجهزة مصنعة خصيصاً لها». وفي المركز اكتشافات أخرى. ويشير الدكتور محمد الهجهوج إلى «إنتاج مستخلص من التمور لعلاج احتشاء عضلة القلب». هذا الاكتشاف تم التوصل إليه تعاوناً «بين كلية الصيدلة الإكلينيكية في جامعة الملك فيصل والمركز، وقام عليه فريق بحثي من كلية الصيدلة ترأسه وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور إبراهيم الحيدر، ومن المتوقع للاكتشاف أن يكون دواء لعلاج مشكلات القلب، حيث تمت تجربته على الفئران بنجاح وهو في طور التجربة على البشر إكلينيكياً». يضيف الهجهوج «المركز مستمر في الأبحاث العلمية بالتعاون مع مراكز بحثية مختلفة دولياً ومحلياً، ونهدف إلى إجراء بحوث ذات جودة عالية ومبتكرة وإنجاز حلول للتغلب على المعوقات التي تواجه قطاع النخيل والتمور ومن أهمها سوسة النخيل الحمراء». وتواجه زراعة النخيل في المملكة سوسة النخيل الحمراء بوصفها الحشرة الأكثر ضرراً، وبالتالي فقد استحوذت على اهتمام خاص في بحوث مركز التميز البحثي للنخيل والتمور بالأحساء». مخرجات البحوث نتاج إجراءات علاج تم التوصل إليها بطرق تقليدية مبنية على تقنيات تعتمد على استخدام المواد الكيميائية والفخوخ الفرمونية فقط. ولأجل تنفيذ برامج إدارة متكاملة لمكافحة الآفات أكثر فعالية لضمان الحصول على نتائج أفضل وفي الوقت المناسب فإنه ينبغي الاستعانة بتقنيات جديدة تعتمد على مجسّات إلكترونية متقدمة. ويقول الهجهوج «يقدم المركز خبرة واستشارات لجهات حكومية ووزارة الزراعة ومزارعين ومستثمرين، ولا يقف عند هذا الحد، بل يعقد شراكات مع القطاع الخاص المتخصصة في مجالات المكافحة ويتعاون مع علماء وباحثين في مجال مكافحة سوسة النخيل». وفي مجال الشراكة المجتمعية مع المركز البحثي والجامعة يقول «نستقطب طلبة الدراسات العليا المتميزين من داخل وخارج المملكة لإجراء الأبحاث. ويملك المركز قاعدة بيانات عالمية عن سوسة النخيل الحمراء، وهي متاحة للجميع من خلال الشبكة العنكبوتية. واتحاد علمي (Consortium) لسوسة النخيل الحمراء». ويشير الهجهوج إلى نشاط المركز المستمر في تنفيذ برامج علمية تثقيفية طوال العام، وتتضمن محاضرة علمية كل أسبوعين يقدمها منسوبون من المركز وباحثون من خارجه، حول المواضيع التي تتعلق بالنخيل والتمور».