ما نمربه هذه الأيام كشعب جديد على ثقافتنا المترفة التي تعودنا عليها لسنوات طويلة، أصبح المتاح سابقاً أمراً من قائمة القصور وعلينا أن نتواءم مع التغيير، بل من الذكاء أن نبدأ في حصر أهم متطلبات حياتنا والضروري منها وتعويد أنفسنا على استبعاد ما لسنا بحاجة إليه. نحن في حاجة إلى أن نحتوي أبناءنا بوعي لتفهم المرحلة الحالية ولن يحدث ذلك إن لم نبدأ نحن بالتعامل مع هذه المتغيرات بروح المرونة وعقل الأزمة، ذلك العقل الذي يفرض علينا تقبل الواقع والانسجام مع البدايات المختلفة ووضع الخطط البديلة لتكوين طريقة عيش جديدة. قد تكون تلك البدايات في التأقلم صعبة وسيكون جميعنا بحاجة لانتقاء الأفكار الإيجابية التي تجعل ما سنقوم به مقبولاً. سيشمل ذلك أجندة مشترياتنا بكافة أنواعها، وسيشمل طريقة استهلاكنا لما نملك. سنكتشف بأننا كنا نضع القوائم الخاطئة لمشترياتنا وكذلك سيكون الحكم على سبل الاستهلاك الشخصي واعياً. سيدفع أبناؤنا ثمن هذا التغيير لكنه سيكون لهم ساعداً لمعرفة قوانين الحياة. هذا التحول سيكسر هامة الضعفاء الذين تعود عالمهم الامتلاء وسيقوي شوكة الأقوياء. إنه التحول الذي نحتاجه لنقف من جديد في مرحلة قد تكون أفضل ونضع إصبعنا على كل المصادر التي علينا كمجتمع الاعتماد عليها بعيداً عن كأس النفط الباهظ. وفي كل ابتلاء نعمة لا يراها سوى العقلاء ولعل جل ما ندعو به الله هو الثبات.