سارع المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، أمس، إلى منع انهيار حملته بإصدار بيان مصوَّر جرى إعداده على عجل عبَّر فيه عن أسفه للإدلاء بتعليقات مشينة عن النساء. وأعلن ترامب أنه تغير، لكنه أثار موضوع خيانات الرئيس السابق بيل كلينتون، وانتقد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بحدة، وقال إنه سيتوسع في تناول ماضيهما خلال الأيام المقبلة. وتم الكشف عن تسجيل فيديو يعود لعام 2005 يظهر فيه ترامب – أحد نجوم برامج تليفزيون الواقع حينها – وهو يتحدث بصراحة عن محاولات إغواء النساء. وجرى تسجيل الفيديو بعد أشهر من زواج ترامب من زوجته الثالثة ميلانيا. وحاول الديمقراطيون تسليط الضوء على مثل هذا السلوك لمنع الناخبات من منحه أصواتهن قبل شهر من انتخابات الرئاسية. وألقى الكشف عن الفيديو بظلاله على مقتطفات من خطب لهيلاري كلينتون أدلت بها خلف أبواب مغلقة نشرها متسلل إلكتروني الجمعة وزعم أنه حصل عليها من حساب البريد الإلكتروني لجون بوديستا رئيس حملة الحزب الديمقراطي. وفي تلك الخطب دافعت كلينتون عن تخفيف القيود على الحدود والتجارة، وهو موقف كانت تخلت عنه أثناء الانتخابات التمهيدية. وظهر الفيديو قبل المناظرة الرئاسية الثانية ليل الأحد، التي تعتبر شديدة الأهمية لترامب ليحاول فيها التعافي من هبوط لشعبيته في بعض استطلاعات الرأي بعد أداء سيئ في المناظرة الأولى. وقال ترامب «ما هذا إلا صرف انتباه عن القضايا المهمة التي نواجهها اليوم» قبل أن يتحول لإثارة موضوع خيانات بيل كلينتون لزوجته. وأضاف قائلاً في بيان «سنناقش هذا أكثر في الأيام المقبلة، أراكم في المناظرة يوم الأحد». وهز الكشف عن تسجيل الفيديو القديم حملة ترامب في الصميم ودفع بعض النواب الجمهوريين للتنصل منها. وسحب رئيس مجلس النواب بول ريان، دعوة لترامب لزيارة ويسكونسن أمس، وظهرت دعوات تطالب ترامب بالتنحي جانباً وإتاحة المجال للمرشح لمنصب نائب الرئيس مايك بنس ليصبح حامل لواء الحزب. وقال ترامب في بيانه المصور الذي بثه في صفحته على فيسبوك «أي شخص يعرفني يعرف أن تلك الكلمات لا تعكس شخصيتي. لقد قلتها وكنت مخطئاً وأنا أعتذر». وأحدث الفيديو انقسامات عميقة في الحزب الجمهوري بشأن كيفية الرد، إذ أدان كثير من الزعماء الجمهوريين التصريحات، وسحب بعضهم تأييدهم لترامب. وقال النائب جيسون تشافتز وهو من أشد المنتقدين لكلينتون، إنه يسحب تأييده لترامب، وأبلغ محطة تليفزيون (سي.إن.إن) بأنه لن يقدر على النظر في وجه ابنته البالغة من العمر 15 عاماً إذا أيَّد ترامب. وأعلنت مارثا روبي العضوة الجمهورية في الكونجرس عن ولاية آلاباما أنها لن تؤيد ترامب، وقالت في بيان «سلوك دونالد ترامب يجعله غير مقبول كمرشح لمنصب الرئيس، ولن أعطيه صوتي». وقال الجمهوري جاري هربرت حاكم ولاية يوتا، إنه لن يعطي صوته لترامب. وقال النائب الجمهوري عن ولاية كولورادو مايك كوفمان، في تصريح لشبكة (سي.بي.إس)، إنه ينبغي لترامب «أن يتنحى جانباً»، وأن «هزيمته في هذه المرحلة تبدو شبه مؤكدة». وأشار جمهوريون آخرون إلى أنهم سيواصلون تأييد ترامب. وقال الجمهوري جاك كينجستون عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية جورجيا، إن ترامب تغيَّر على مدى السنوات العشر منذ تصوير الفيديو. وأضاف قائلاً «أعتقد أنه قبل عشرة أعوام كان رجلاً مختلفاً عما هو اليوم، وأنا مسرور جداً أنه سارع إلى الاعتذار».