في عالمنا المملوء بالتلوث والأغذية المصنعة ترتفع -مع الأسف الشديد- نسبة الإصابة بمرض السرطان، ويحتل سرطان الثدي الصدارة بين إصابات السيدات، خصوصاً في منطقة الخليج والمملكة تحديداً، حيث تصل نسبة الإصابة الصادمة بهذا المرض الخبيث إلى 1700 سيدة سنوياً. ونظراً لهذه النسبة المرتفعة جداً فنحن نواجه مرضاً إبدميولجياً خطيراً من شأنه التأثير على المجتمع ككل، كما يؤثر على المصابات وأسرهن، فعلينا أن نكون أكثر استعداداً لمواجهته. شهر أكتوبر من كل عام هو شهر التوعية بسرطان الثدي، لذا ومساندةً لتلك الحملات سأرسل لكم أعزائي القراء ثلاث رسائل بشريط وردي. الأولى لكن جميعاً، عزيزاتي إن أول خطوة للقضاء على هذا المرض بنجاح تكمن في الكشف المبكر، عند وجود أي أعراض من أي نوع توجَّهن لأقرب عيادة، توجد عديد من طرق الكشف الآمنة تماماً، وحتى في حال غياب الأعراض فعلى جميع الشابات والسيدات من جميع الأعمار القيام بالفحوصات اللازمة والمناسبة للفئة العمرية والتاريخ الوراثي بشكل دوري. أبسط تلك الفحوصات وأولها هو الفحص الذاتي الذي يجب على السيدات دون استثناء القيام به مرة شهرياً. أما بعد بلوغ الأربعين فلا تهملن أبداً تصوير الماموجرام الإشعاعي مرةً كل عام. لكُنّ أن تتخيلن كم يسهل إخماد نار صغيرة وكم يصعب ذلك لو أرجأنا إطفاءها خوفاً من مواجهة الحقيقة. الثانية لكل سيدة بدأت رحلة التشافي، أجل هي رحلة ومرحلة فقط لأنها ستنتهي بإذن الله. لكن عليك عزيزتي أن تُعدي العدة لهذه الرحلة حتى تصلي لبر الأمان، سيقوم الأطباء باللازم، لن نخوض هنا في تلك التفاصيل، لكن ما يهمنا هو دورك أنتِ، فأنت منذ لحظة تشخيصك حتى لحظة إعلان شفائك التام أصبحتِ الأولوية رقم واحد في حياتك، فأن تخصصي بعض الوقت لك ثم تعودين لأحبائك خيرٌ من أن تحملي كل مسؤولياتك كما هي فتخسري المعركة، امنحي جسدك وروحك كل الوقت الذي يحتاجانه لاكتساب القوة المناسبة، تغذيتك الآن وكل ما يدخل لجسدك هو أحد أسلحتك المهمة. ركزي على الغذاء الطبيعي أو المايكروبيوتك، فمن شأنه تعزيز قدرتك على المقاومة، وبالتأكيد اقطعي إمدادات عدوك وتوقفي عن تناول كل المواد المسرطنة وعلى رأس القائمة السكر المكرر. بالطبع ليست تلك الأغذية هي إمدادات عدوك الوحيدة، فهو يزدهر وينتعش على مشاعرك السلبية المتراكمة، لذا عليكِ التخلص منها جميعاً. ابدأي صلحاً مع الماضي وسامحي واغفري لكل من أساء إليكِ أو ظلمكِ فما تحملين لهم لا يؤذيهم بل يؤذيك أنتِ، عزيزتي تذكري أن العفو يجلب العافية. الثالثة لك رفيقها في هذه الرحلة، لا تستغرب إن أخبرتك أنك تحمل بين يديك أهم مفاتيح الشفاء، فبتصرف خاطئ واحد قد تقوض كل ما قام به الأطباء، وبتقديم الدعم المناسب قد تصلان معاً لبر الأمان. عزيزي الزوج، أنا أعلم أن وقع الخبر قد أذهلك وقلب كيانك رأساً على عقب، لكن أرجوك لا تبتعد لا تخفي وهنك بالهرب، من الطبيعي أن تضعُف الآن، أظهر ضعفك كله في سجدة بين يدي الله، أو بُحْ به لصديق أو الجأ لأحد الاستشاريين، لكن عُد، كن قريباً منها قوياً من أجلها، فحين تغيب ستظن أنك تخليت عنها تماماً وأنك لم تعد قادراً على رؤيتها كزوجة بعد أن أصبحت أنوثتها في قلب الخطر. أخبرها أنها أهم ما تملك، أنك عشقت الروح لا الجسد، شجعها على اختيار حلول جراحية أكثر جرأة، فكل ما يهمك الآن هو أن تستعيد عافيتها وأن تكملا ما بدأتماه معاً. أما إن أردت القضاء عليها تماماً فاهرب لأحضان زوجة جديدة. لقد رأيت بأم عيني الانتكاسات الصحية الحادة التي اختبرتها المصابات بعد اتخاذ أزواجهن قراراً مشابهاً. إنك بكل بساطة تخبرها أنها تالفة ولهذا قد تم استبدالها وأن قيمتها الوحيدة قد غابت. أرجوك، إنها أم أطفالك فلا تتصرف بأنانية الآن، وضع احتياجاتك جانباً فلا يوجد أي مبرر يغفر لك ضغطتك على زناد سلاحك المصوب على قلب زوجتك. عوضاً عن ذلك كن أنت وحبك ومشاعرك وصمودك سبباً لتمسكها بالحياة.