هي عبارة عن مربع مساحته تجمع عددا من الطلاب لا يتجاوز 20 طالبا في الفصل الواحد، وبها سبورة ذكية تنقل الطلاب من خلال قنوات تقنية إلى أبعد ما يتصوره خيالهم. فيها وقت مستقطع من زمن الحصة لتبادل الأفكار وتحليلها ونقدها والتعليق عليها. فيها يمارس المعلم دوره دون حاجة للتهديد والصراخ لإجبار الطلاب على الإنصات. فيها طالب يعرف كيف يقول (لو سمحت أو شكرا) ليصبح سلوكه اليومي. فيها تعامل مع نفسية المتعلم بطريقة ذكية تتناسب وما حوله من تطور. هذه المخرجات التعليمية من هذه الفصول تكون أكثر انفتاحاً مع الفكر الآخر وتقبلاً له لأنها تتعاطف وتتفهم وتدعم ولا تكبر على الرفض وإقصاء الآخر. ذلك هو الاتجاه الحديث لبعض البرامج التعليمية التي تتبناها بعض المدارس الطموحة التي لها رؤية بعيدة لإدماج هؤلاء الطلبة في العالم الخارجي دون عقد الحفظ والتلقين. هكذا نتمنى أن تتبنى وزارة التعليم كل قطاعات التعليم العام والخاص منها لنتخلص من عبء عقول القطيع وتصبح دائرة نجاح الطلاب من خلال نموهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم وفهمهم لقيمة وجودهم بين أي شعب وفي أي حضارة كانت. الفصول الذكية لا تعني مجرد استخدام التقنية بل الاستثمار في عقول الطلاب وتطويع التقنية من أجلها. نتمنى أن يأتي اليوم الذي تنكسر فيه الحاجة لضغط المعلم بنصاب من الحصص ورزمة من الطلاب يتكدسون في فصل واحد حيث لا يثمر تكدسهم سوى مساحة لقتل إبداعهم وإبداع من يعلمهم.