أكد د. خالد بن سامي محمد حسين عميد تقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز أن التعليم العام يفتقد للتقنية وأن سياسات التلقين لا تنتج جيلاً معرفيًا موضحًا أن الطالب السعودي محترف تقنية من خلال الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل يومي. وردًا على سؤال ل»المدينة» حول جودة مخرجات التعليم العام واستخدامها للتقنية في مجالات التعليم قال: «إن التقنية يجب أن تقود الحركة التعليمية لمزيد من التحصيل»، موضحًا: «أن ضعف المخرجات يرجع للطرق التعليمية التقليدية في ظل فصول مزدحمة ومناهج جامدة وضيق الوقت». وأشار إلى أن ذلك يؤكد حقيقة أن التقنية داخل المجتمع تأتي بجهود ذاتية بأن البنية التحتية مهيأة بالإضافة إلى اللبنة الأساسية وذكر أن الجيل الحالي أصبح مرتبطًا بالتقنية التي تعد اليوم وسيلة حياتية يطرقها الجميع دون استثناء». وأكد د. حسين على أن مدارس المملكة وسياسات التعليم تحظى باهتمام شخصي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وأن أكبر المخصصات في الميزانية العامة الميزانيات تحول لحقول التعليم إيمانًا منه بأن الأمم تنهض من خلال التعليم. واستطرد: «أعتقد بأن الحكومة لم تقصر وأن إكمال الدور يقع على عاتقنا في استثمار تلك الميزانيات الكبيرة وتحويلها لخطط تنهض بهذه الأمة من خلال الاهتمام بعصبها طلابنا شباب المستقبل» مشيرًا إلى أن العالم يعيش ثورة معلوماتية وتقنية ولابد من الاستفادة من التقنية وتطويعها في الجوانب التعليمية لخلق جيل يواكب تطلعات العصر. وقال: «يجب أن يكون الاهتمام بالنشء منذ نعومة أظفاره من خلال الأنشطة التعليمية، والأبحاث، واستحداث الفصول الذكية والمعامل الافتراضية، وأكد أن البحث العلمي والتعليم يعدان أهم ركائز النهوض بالأمم بعيدًا عن سياسات التلقين التي لا تنتج جيلاً معرفيًا، حيث إن التعليم يصبح أكثر ترفيهًا واستدراكًا، مشيرًا إلى أن الطالب اليوم يستطيع أن يتعامل مع المعمل الافتراضي ويمكنه من القيام بالتجارب المعملية من خلال نظام حاسوبي من منزله دون حدود زمانية أو مكانية بدلاً من أن يقوم طالب وحيد بالتجربة بالمعمل المدرسي في وقت ضيق مرتبط بزمن الحصة الدراسية. وذكر أن التقنية توفر بيئة معمل افتراضي يقلل من أخطار المعامل وتحقق تحصيلاً علميًا أفضل للطالب وعدم التزامه بزمان أو مكان محدد كما أن تكرار التجربة والمحاولات كما يشاء مما يساهم في ترسيخ الفكرة والتشجيع على خلق جيل مبتكر مبدع. وقال: «إن من فوائد التقنية أنها تمنح الطالب فرصة العودة للحصص القديمة واستذكارها من خلال مواقع معينة»، وأضاف: «كل ذلك يحدث من خلال الفصول الافتراضية، والمجاميع والمواقع التعليمية». وأشاد حسين بالخطوات التقنية الجبارة في دبي وقال: «يجب أن نستفيد من مثل هذه التجارب ونضع بعض الخطط العشرية للتقدم وألا نظل حبيسي التعليم التقليدي الذي انتهى زمنه». واستشهد بما حدث في ماليزيا، وذكر: «لديهم خطة يطلق عليها(2020 Vision) انطلقت في عام 2000 وأن أكثر من 93% من مدارسهم تتعامل مع الإنترنت، وأكثر من 64% من الفصول الدراسية في مدارسهم فيها حاسب وانترنت «،مشيرًا إلى أن جميع الفرص متاحة في المملكة وقال: «في الوقت نفسه لا يلغى التطور التقني دور المعلمين الذين يجب أن نهيئهم ونجعلهم أكثر التصاقًا بالتقنية». وطالب د.حسين بتسريع الخطوات نحو استخدام التقنية وتطويعها في التعليم الأساسي وصولاً إلى الطرق الإبداعية الخلاقة في التعليم والاستفادة القصوى من ما يوليه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام خاص بالتعليم لخلق جيل يواكب تطلعات رجل التعليم الأول في هذه البلاد.