وقّعت المملكة وبلغاريا أمس مذكرة تفاهمٍ للتعاون في مجالات السياحة والتراث، مع وصول رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان، إلى صوفيا. وتضمنت المذكرة وضع أسسٍ لتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين. ونصَّت على تنسيق الجهود بينهما لخدمة السياحة كمحرك للتنمية الاقتصادية ولتحقيق الاستفادة المثلى من الخبرات في مجالات التراث الثقافي والحضاري والتاريخي. ووقّع على المذكرة الأمير سلطان بن سلمان ووزيرة السياحة البلغارية، نيكولينا أنجلكوفا، بحضور القائم بالأعمال السعودي لدى صوفيا، عبدالعزيز المطر، والوفد المرافق لرئيس »العامة للسياحة والتراث الوطني». كان الأمير سلطان وصل إلى صوفيا في زيارةٍ بناءً على دعوةٍ رسمية، ومن المقرّر أن يلتقي رئيسَ جمهورية بلغاريا وعدداً من الوزراء، فيما سيزور عدداً من المتاحف والمواقع السياحية. وعقد الأمير سلطان والوزيرة أنجلكوفا جلسة مباحثاتٍ تناولت أوجه التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين. وأفادت أنجلكوفا باعتزامها زيارة المملكة للاطلاع على تجاربها السياحية وتعزيز التعاون معها. بدوره؛ استعرض الأمير سلطان التطورات الكبرى التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتطرَّق إلى التطور الكبير الذي شهدته صناعة السياحة والتراث الوطني السعودية، مبيِّناً أنها باتت اليوم المولِّد الثاني للفرص الوظيفية وستكون المولد الأول بفضل الدعم الكبير الذي سيحظى به هذا القطاع. وأكد الأمير سلطان اهتمام المملكة بالتراث الحضاري. وأشار إلى إنشاء وتمويل الدولة برنامج خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، لافتاً إلى معرض روائع آثار المملكة الذي نُظِّمَ 9 مراتٍ بينها 4 في دول أوروبية على أن يصل إلى بكين في ديسمبر المقبل. وأبدى الأمير سلطان ارتياحه للتفاعل الكبير من المجتمع المحلي السعودي في المملكة مع برنامج التراث العمراني. وأوضح أن البرنامج دفع مواطنين إلى إيقاف هدم المنازل التراثية والمشاركة في إعمارها لأنهم وجدوا في ذلك عنصر جذب ومصدر دخل مالي لهم. وتناول الأمير، خلال جلسة المباحثات نفسها التي حضرها القائم بالأعمال المطر، مراحل تطور قطاع السياحة السعودي منذ تأسيس هيئة السياحة والتراث؛ وما شهده من تطورٍ لافت في مجالات عدة شملت التراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية والمعارض والمؤتمرات والفنادق والوحدات السكنية، مبيِّناً أن الهيئة لم تكن لتحقق هذه النتائج لولا المشاركة الفاعلة من كافة شرائح المجتمع. وأكدت الوزيرة البلغارية، بدورها، أن زيارة الأمير سلطان ستدعم أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وأبانت الوزيرة أنها تابعت باهتمام تطور السياحة في المملكة، ووجدت فيه كثيراً من الأفكار الخلّاقة خصوصاً المشروع الرائد لتصنيف الفنادق ومشروع الحرف والصناعات اليدوية ومشروع حماية المواقع الأثرية من الهدم واستثمارها كصناعة اقتصادية.