كشفت رئيسة حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي البروفيسورة فاطمة الملحم ل«الشرق»، عن أن تناول الكحول يزيد من فرص إصابة النساء بسرطان الثدي، بسبب التغير الذي يحصل في الكبد والهرمونات، ويُعد محفزاً لنمو وانقسام الخلايا السرطانية. جاء ذلك في كلمة لها خلال افتتاح حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي «طمنينا أنت الحياة» في بهو مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الدمام في نسختها الثامنة، أمس، بحضور مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، ومدير المستشفى الجامعي الدكتور خالد العتيبي، وعدد من الأطباء والمتخصصين والمتعافين والطلاب المتطوعين، و700 سيدة. وأوضحت البروفيسورة الملحم أن الحملة ستعلن بعد شهر نتائج استبيان يعكس تأثير الحملة على وعي المجتمع، مبينة أن دراسة نشرتها مؤخراً وزارة الصحة ذكرت أن الوعي ما زال منخفضاً، وكانت المنطقة الشرقية هي الأولى في أعلى نسبة للوعي بين بقية مناطق المملكة، وأضافت «حاجز الخوف والخجل تم كسره والدليل، وجود متعافيات يروين قصتهن مع المرض ووجود سيدات يسعين للفحص في كل عام. وذكرت أن الإحصاءات الأخيرة بحسب السجل الوطني تبين أن لو كانت هناك 100 سيدة مصابة بالسرطان في 30% منهن مصابة بسرطان الثدي، أما الرجال فإن الوضع مختلف، وأنواع السرطان المسجلة للرجال بروستات وقولون ورئة، وبنسبة 1% سرطان ثدي. وأبانت أن سرطان الثدي هو الأول الذي يصيب السيدات، وأن الكشف المبكر هو السلاح الأول للوصول إلى النتيجة المثلى من الشفاء والتي تقدر بنسبة 98%، في حين لو تأخر الاكتشاف فإن نسبة العلاج تتدني إلى نسبة 25%. من جهته، أكد مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، حرص الجامعة والمستشفى الجامعي على خدمة المجتمع وتقديم أفضل سبل الرعاية والتثقيف الصحي بالشكل الأمثل للمجتمع. إلى ذلك، أوضح الطالبان في كلية الطب فارس العرفج، وعبدالعزيز الملحم، أن نسبة إصابة الرجل لا تزيد على 1%، ولكن بسبب ندرة المرض يتأخر اكتشافه، وأضافا «يجب على الرجل في حال ظهور أعراض سرعة مراجعة الطبيب المختص»، وأشارا إلى أن التشخيص عادة يكون سريرياً وبالأشعة العادية، لأن أشعة الماموجرام ليست مخصصة للرجال، ويكون العلاج بالاستئصال الكامل أو الجزئي أو العلاج الإشعاعي أو الهرموني، وتزيد نسبة الشفاء على 97% في حال اكتشاف الإصابة المبكر. وقالت الاستشارية في قسم الأشعة الدكتورة وداد با قتادة إن الحملة تشتمل على 10 أركان رئيسة هي ركن تثقيف وتوعية السيدات، وآخر لتثقيف وتوعية الرجال بأمراض سرطان الثدي، ومسار توعية السيدات من فئة الكفيفات والصم، وخيمة الفحص الدوري وركن صحة المرأة، إضافة إلى ركن التغذية ومنتجات الغذاء العضوي وركن الإعلام في توعية المجتمع. وأوضح المعيد في كلية الطب الدكتور عبدالعزيز الشريدة أن الجامعة أصدرت كتيبات توعوية عن أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي بطريقة «برايل» للسيدات الكفيفات. قصة صغيرة لأمل كبير روتها متعافيات من سرطان الثدي «للشرق» قالت وردة العامودي 39 سنة وأم لخمسة أطفال إنها اكتشفت الإصابة عام 2014 وذلك عن طريق الصدفة بعد وجود كتلة محسوسة ولم تكن حينها تملك أي معلومة عن المرض فاستبعدت احتمال إصابتها لعدم وجود تاريخ عائلي بالمرض وبعد مرور شهور بدأت بالتفكير جدياً بمراجعة الطبيب وتوجهت لأقرب مستشفى وبعد الكشف السريري والأشعة الصوتية تم تشخيصها وبدأت رحلة العلاج وبعد شهرين استأصلت الورم وتابعت 4 جلسات علاج كيماوي والآن بعد تعد متعافية تماماً من المرض ومحافظة على فحوص دورية كل 3 أشهر. اكتشفت نورة العويد «33 سنة» إصابتها ببذرة سرطانية بحجم حبة الحمص، وراودها الشك بسبب وفاة والدتها وعمتها سابقاً بمرض سرطان الثدي، وقررت الكشف وبعد الخزعة ثبتت الإصابة، وحينها كانت تبلغ من العمر 28 سنة. وقالت ل «الشرق»، إن الخيار كان صعباً باستئصال جزء من الثدي، وأضافت «عشت صراع الخوف من تقدم المرض وانتشاره وبين شكل الثدي والتشوه الناتج عن الجراحة». وتابعت «توكلت على الله وتم الاستئصال، دون الاحتياج للعلاج الكيماوي، وبعد سنتين من العلاج والمتابعة شُفيت تماماً، وأفكر مستقبلاً بإجراء عملية تجميل من دهون الجسم لتعبئة الثدي، ومنحني الله القوة وانتصرت على المرض، فالإصابة بسرطان الثدي لا تعني الوفاة الحتمية». وذكرت هدى عادل «متعافية أصيبت بالمرض وهي حامل بطفلتها في الشهر الأول وكان عمرها 27 عاماً»، أنها بعد اكتشافها للكتلة راجعت طبيبها الخاص واستبعدت إصابتها لصغر سنها، واقترح عليها أخذ خزعة للتأكد، ورفضت خوفاً من تشوه الجنين، وأضافت «عندما وصلت للشهر السابع زاد حجم الكتلة ونصحني الدكتور بعمل الخزعة مع ضمان سلامة طفلي وعدم تعرضه لأي مكروه، ووافقت وبعد أسبوعين من أخذ الخزعة ثبتت إصابتي، وكان يجب علي سرعة الاستئصال لمنع انتشار المرض، حيث إن هرمونات الحمل تحفز سرعة ونمو الخلايا السرطانية، وأجريت العملية وأنا في شهور حملي الأخيرة، واليوم أبلغ من العمر 55 وأنا بصحة جيدة وسعيدة بتجربتي مع سرطان الثدي وقوة إرادتي، وطفلتي تخرجت من الجامعة وكانت ومازالت هي الأمل».