اشتدت حدة المعارك في عدة جبهات في مدينة حلب أمس ودارت اشتباكات عنيفة جدّاً وحرب شوارع بين المدافعين عن المدينة المحررة وقوات الأسد وميليشيات إيران، فيما واصل الطيران الروسي وطيران الأسد قصف المدينة وريفها بجميع أنواع الأسلحة، بحسب ما أكد ناشطون وشبكة شام الإخبارية. وقالت الشبكة إن المعارك تركزت في أحياء بستان الباشا وسليمان الحلبي والشيخ سعيد ومعامل الشقيف ومستشفى الكندي شمال المدينة، وأشارت إلى أن قوات الأسد بمساندة قوات حماية الشعب الكردية والطائرات الروسية تمكنت من بسط السيطرة الكاملة على معامل الشقيف ومستشفى الكندي ومعمل الأليغانس بالقرب من دوار الجندول. وأضافت الشبكة أن الثوار تصدوا لهجوم عنيف على حي الشيخ سعيد مكبدين قوات الأسد خسائر في الأرواح والعتاد. وقالت الشبكة إن طائرات روسيا والأسد شنت عشرات الغارات الجوية على أحياء مدينة حلب ومدن وبلدات الريف بكافة أنواع الأسلحة الفسفورية والارتجاجية والعنقودية والفراغية أدت لسقوط شهيد في حريتان وعديد من الجرحى. ووصف وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس القصف الجوي للمستشفيات في سوريا بأنه جريمة حرب وإنه يجعل من المستحيل استئناف محادثات السلام في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد. وانتقد جونسون الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا. وقال في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين «استمرار وحشية نظام الأسد ضد سكان حلب وتواطؤ الروس في ارتكاب جرائم حرب واضحة (وهي) قصف المستشفيات، وعندما يعرفون أنها مستشفيات وليست سوى مستشفيات فهذا يجعل من المستحيل استئناف مفاوضات السلام». من جهته، واصل جو مارك إيرولت، وزير الخارجية الفرنسي انتقاداته لروسيا بشأن التطورات الكارثية التي تشهدها سوريا عموماً وحلب على وجه الخصوص، مطالباً المجتمع الدولي أن يكون أكثر صرامة في التعامل مع روسيا، معترفاً في الوقت ذاته بعدم قدرتهم على التوصل لاتفاق هدنة. وقال الوزير الفرنسي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: كان بإمكاننا ضرب قوات الأسد وقد حاولنا ذلك حيث دعمت فرنسا ذلك في العام 2013 بعد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية وذلك كان الخط الأحمر، وكنا على توافق نحن وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية على أنه إذا ما تم تجاوز ذلك الخط الأحمر فإننا سنقوم بضرب قوات النظام ولكن ذلك لم يحدث. وأضاف إيرولت «كان ذلك (عدم توجيه ضربات ضد قوات الأسد بعد استخدام الكيماوي) قراراً سياديّاً للولايات المتحدةالأمريكية وهو الآن في الماضي، ونحن تجاوزناه». ولفت الوزير الفرنسي إلى أن هذه الحرب مستمرة منذ خمس سنوات ونظام بشار الأسد يقتل شعبه وحلب مدينة شهيدة، عقدنا عديداً من الاجتماعات في الأممالمتحدة ومازلنا غير قادرين على التوصل لاتفاق هدنة سارٍ، والآن نحن في ذروة هذا الأمر. وتابع إيرلوت: «علينا أن نكون أكثر صرامة وأكثر وضوحاً وبالتحديد مع روسياوإيران ولكن روسيا على وجه الخصوص، لأن القصف الذي تتعرض له حلب ممكن فقط لأن روسيا تساهم فيه، ومن المهم للغاية أن تواجه روسيا مسؤولياتها وإذا لم تفعل فإنها ستكون مشتركة في جرائم حرب».