من دون تأخير، وزارة التعليم العالي مطالبة بالاعتراف بأن ثمة مشكلات خطيرة في جامعة الملك خالد. لم تعد المسألة تحتمل التبرير والتسويف. كل يوم مشكلة جديدة. فالطالبات اللائي تظاهرن قبل أيام في كلية العلوم والآداب من غير المعقول أن يتجمهرن -وهنّ من بيئة شديدة المحافظة- إلا لأسباب لم يعدن معها قادرات على الصمت. المؤسف أن صوتهنّ اليوم في الإعلام غائب. من الحق أن نسمعهنّ وألا نأخذ فقط بموقف الجامعة التي -بالتأكيد- ستعمل على «لملمة» الموضوع وإلقاء اللوم على الطرف الأضعف في المشكلة. وهنا خطأ كارثي آخر. فطالبات اليوم لسن طالبات الأمس. والدليل أن تجمهرهنّ الأخير أصبح خبراً على كل لسان. واحدة من مشكلات الجامعة الكبرى -وهي مشكلة كثير من جامعاتنا الجديدة- في مبانيها. الحرم الجامعي إن لم يعكس بيئة الجامعة في القاعات والمكتبات وبقية الخدمات فما الفرق بينه وبين مدارس الثانوية؟ الأهم أن عقلية الوزارة التي ذبحتنا قبل سنوات بمفخرة «الثماني جامعات» مازالت هي نفسها، كأنها -فيما يبدو- تدير مشكلات اليوم بمنطق الأمس. أجيال جامعية جديدة ظهرت وتتعامل مع قضاياها بلغة مختلفة ومنطق جديد. إدارة الجامعة مطالبة بالشفافية في تعاطيها مع النقد الموجه لها وكثير من جوانبه خطيرة. لم يعد سراً ما يقال عن الامتيازات «الأكاديمية» التي منحت لابن مدير الجامعة، ولم يعد تذمراً في الدوائر المغلقة ما يقال عن عزلة مدير الجامعة عن مشكلاتها وتعقيداتها. وبصراحة، فإن مدير الجامعة مطالب الآن إما بالحديث مباشرة مع وسائل الإعلام، في مواجهة حقيقية مع كل الأسئلة الشائكة حول جامعته، أو تقديم استقالته وكان الله غفوراً رحيماً. أما استمراره في غيابه وصمته فتلك ليست «قراراً شخصياً»، لأن تفاقم مشكلات الجامعة إنما يسيء للوطن كله.