مع كل ما يقال ويكتب وينشر بعد القرارات الأخيرة الخاصة بالموظفين وانعكاساتها الاقتصادية والسكانية والإسكانية والسياحية والخدمية بما فيه من تحليل وتشخيص وتأييد لكل هذه القرارات وبما فيه من آراء وتصورات وأفكار واقعية أو فلسفية أو خيالية… يقف المواطن موظف الدولة خصوصاً من هو في مراتب دنيا وهو يتابع ما ينشر على صفحات الجرائد وأخبار عاجلة تتسيدها الشاشات من قرارات وتصريحات عاجزا عن فهم الأمور. خاصة وهو يدرك أن قلة الإمكانات المالية بعد انخفاض برميل النفط لم تعد حجة مقبولة أو شماعة يتشبث بها المحلل الاقتصادي للإجابة عن أسئلته.. لأنه يرى ويسمع عن أصحاب التجارة الذين يمتلكون أكثر من ترليون ريال ودائع في البنوك وعندما أقول ودائع أعني بذلك مبالغ نائمة كذلك يعايش في كل مكان ومن مختلف الفئات وطريقة أنماط الاستهلاك دليل على وجود المال والقدرة المالية لدى معظم فئات المجتمع وبإدراك بسيط نستطيع أن نقدر الدخل الواقعي للفئات الدنيا والمتوسطة التي تلاشت من وجهة نظري وصولا إلى أننا نستطيع أن نقدر الدخل الواقعي لهذا الموظف خلافا للدخول العالية للتجار وأصحاب الأعمال المهنيين.. وإذا كانت مظاهر تحقيق الموازنة بين إيرادات الدولة مع مصروفاتها تمس الموظف فإنها تتلاشى مع التجار لما يمتلكونه تحت البلاطة أو في الحسابات الجارية في البنوك وأعمالهم وللعلم تجارتهم قائمة على جهد هذا الموظف فلا يفرض عليهم نسب أو مبالغ تجاه هذه الخدمات المقدمة لهم حتى الرسوم البلدية الأخيرة كانت رحيمة معهم بل بالعكس نرى أغلب القطاعات تقدم المميزات والتخفيضات لهم دون غيرهم فهم مستفيدون من الوطن والوطن يتعرض للنكران منهم.. هذا هو التناقض الاجتماعي الاقتصادي القائم في الوقت الحالي الذي يصعب على أجهزة الإحصاء تقديره كما يصعب على أجهزة التخطيط التعامل معه… والمتتبع لمجريات الأحداث يرى عجبا من الغرف التجارية وعزوفاً لشحذ همم التجار للمشاركة بتحقيق الموازنة طبعاً هنا لا أقصد التجار كأفراد وإنما مؤسسات وشركات وبنوك…إلخ لكي لا يتوه المنطق ويضيع جماليات رد الجميل.. وأختم مقالي لكم أن أصعب ما يواجه التجار هو الحنية لهم بين الأقوال والأفعال.. بين الصراحة والغموض.. بين النظرية والواقع.. بين التصريح والحقيقة.. لابد أن نعرف أن جميع الشعوب تعاني من المشكلات.. نفس المشكلات. ولكن عندما يشارك جميع فئات المجتمع في المشكلات بحلوها ومرها ويتعايش معها بجوانبها المشرقة والمظلمة.. يقتنع ويتحمل ويصر ويكافح حتى يصل بالطريق المستقيم كما يفعل الموظف.. وليس بالطريق المعوج أو يسعى إلى الطرق الخلفية والتحركات الخفية كديدن للتجار الكسالى.. والسؤال الذي ليس له إجابة عندي حتى الآن هو هل الموظف يفتح الشباك أم يغلق الشباك؟