في مملكة الرمال، ووسط صحراء هذه البلاد، قامت دولة التوحيد لتعيد مجدها من جديد، فاشتد عودها، وأثمر شجرها، وأنتجت حضارة مختلفة ألوانها، ورغم الصراعات وتتابع الأزمات، تظل بلادنا الحبيبة صامدة مرنة على مر العصور والأزمان حتى باتت رمزاً للقوة والعظمة، ونموذجاً للفخر والاعتزاز. تتسابق الكلمات لتنسج من خيوط حروفها عبارات تنطق عن لسان حالها زهواً وعزاً وفخراً، فلم تجد أقلاماً ملأى بالحبر لتستهلكها، ولا أوراقاً ذابلة لتسقيها، ولا صحفاً باردة لتشعلها، لأن الزمان، وحبر الأقلام، وتدفق الأخبار، «سابقتها» بكلمات نطقها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، فانحنى لها القلم احتراماً، ومهَّدت لها الأوراق صفحاتها البيضاء، واشتعلت بها الصحف ذكراً ممزوجاً بالفخر والاعتزاز. كانت كلمات تستحق أن تُنحت نحتاً، وأن تدوَّن في التاريخ لتكون لنا وللأجيال المقبلة تاريخاً مشرِّفاً، ونموذجاً حياً للنقلة النوعية للمملكة العربية السعودية. يقول سموه: «دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة». محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. اختار فأوجز، وصدق فأبلغ. نعم، إن أنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، و«رؤية 2030» تبنى على مكامن القوة في وطننا الغالي، حيث تبدأ من الحرمين الشريفين، ثم القدرات الاستثمارية، فالموقع الجغرافي الاستراتيجي، فتنتقل بنا من مرحلة الاتكال إلى مرحلة الاعتماد على الذات، ومن مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج. لقد آن الأوان للحظة الانتقال والاستعداد للمراحل المقبلة، نتعلم مما سبق، ونأخذ بما يتسق مع الحاضر، ونخطو الخطوات الأولى لتحقيق هذه الرؤية شكلاً ومضموناً. لابد من توجيه أقلام المثقفين، ووسائل الإعلام السعودي بما تتضمنه أولاً ثم أخيراً نحو ترسيخ هذه الرؤية المستقبلية في نفوس النشء، وتعزيزها واستعراضها من خلال «مضامين إعلامية متنوعة»، تهدف إلى توعية المجتمع السعودي بأهميتها ودورها حتى يتسنى للجميع إدراكها. إنها رؤية وطن عظيم، ينظر إليه المسلمون من شتى بقاع الأرض على أنه موطن الإسلام والعزة والأنفة، وسيرى وسيقرأ أبناؤنا وبناتنا ما تسطره أقلامنا، وهمم سواعدنا ومجهوداتنا، وما نفعله الآن لتحقيق أهداف هذه الرؤية ودعمها بكل ما أوتينا من فن وعلم وخبرة وقوة، فيجعلون منا مثالاً يحتذى به، ويتجاوزن «صعابهم» من خلال ترسيخ الأسس والثوابت لبناء مستقبل يحتضن العناصر المنتجة التي تخدم هذا الوطن، وتهدف إلى تعزيز ثقافة الإتقان في العمل، وتساهم في إعماره وتنميته بإرادة قوية تهدف إلى تسخير الطاقات والإمكانات لبناء وطن طموح ومجتمع حيوي واقتصاد مزدهر.