الكونجرس الأمريكي يمرر القانون الأكثر جدلا في تاريخ الأمم المختصر«جاستا» العدالة ضد رعاة الإرهاب الذي يقضي بالسماح لعائلات ضحايا الاعتداءات الإرهابية بمقاضاة الدول التي ينتمي لها أي إرهابي ينفذ عمليات إرهابية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكأنه أتى انتصاراً لكل الأفراد الخارجين على قوانين أوطانهم. تمرير القانون يعد خرقاً لسيادة الدول وقفزة على مواثيق الأممالمتحدة، والعارفون بتفاصيل القوانين وتشريعاتها يدركون أنه «مسيّس» ومتناقض كرأس الحمار الديمقراطي وذيل الفيل الجمهوري أيقونتي الانتخابات الأمريكية! قانون «جاستا» أتى مغازلة لضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر قبل انتخابات الكونجرس المقبلة لحشد أصوات الناخبين ومحاولة «ساذجة» للتضييق على السعودية أمام طوفان التحالفات العظيمة التي تقودها بعد أن ملأت فراغات غياب إدارة أوباما في النزاعات الشرق أوسطية وحالة «التعامي» والليونة التي تبديها أمام الإرهاب الإيراني في المنطقة، ولأن الغباء في السياسة ليس عائقا كما يقول نابليون، فتمرير قانون «جاستا» لإدانة السعودية ومحاسبتها على أخطاء أفراد وهي أولى الدول المطاردة لهم والمحذرة من أفكارهم والمعلنة عن أسمائهم عبر قوائم المطلوبين للعدالة يعد تحولا خطيرا في مجرى العلاقات الاستراتيجية الممتدة لعقود طويلة، المملكة العربية السعودية عبر تاريخها لا تسمح بمساومتها على سيادتها، ومواقفها الشفافه الصريحة العادلة لن يحجبها تبدّل الحلفاء وإن استعانوا بالشيطان، الإرهاب لا يمثل إلا نفسه وأدواته التي تخدم مصالحه فمن الجنون اتهام بريطانيا برعاية الإرهاب لأن أحد مواطنيها أصبح سفاحاً لداعش!، صمود القانون من عدمه أمام الفيتو المتوقع من الرئيس أوباما لم يعد ذا أهمية؛ فالخاسر الأكبر من إقراره هي أمريكا نفسها، ما يجب فعله هو اعترافنا أننا نحتاج لنهضة إعلامية حقيقية تواكب حجم ومكانة المملكة العربية السعودية لنشر رسالاتها للسلام والتسامح والإنسانية، فالركون والانكفاء بزمن تعبر عنه مقولة «أعطني إعلاماً وسأجعل من السلحفاة أسرع الكائنات الأرضية» سيعزز مواقف الأعداء المتربصين تجاهنا الجاهلين بسبب قصورنا في إبراز صورتنا الحقيقية أمام العالم، لتكن المبادرة نحو الآخر مشروعنا القادم المتكامل بكل اللغات لإيصال الحقائق كما هي، حفظ الله بلادنا.