بسم الله الرحمن الرحيم «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم» سورة التين 4 سبحان من خلق فأبدع، خلق الله الإنسان فى أحسن صورة وأحسن تكوين، ولم يجعل للإنسان أي خيار في تسيير أجهزة جسمه المختلفة؛ فالقلب ينبض والرئة تتنفس والمخ يعمل، دون إرادة من الإنسان، والعجيب أن كل جهاز يعمل بصمت ودون أي ضوضاء يحس بها الإنسان، وعليه؛ فإنه في الأحوال الطبيعية لا يشعر بتنفسه ولا ضربات قلبه، وإن أحس فهذا يعني أن هناك شيئا غير طبيعي مع الاستثناء في بعض الحالات الطبيعية في الجهد البدني أو الذهني كما في حالات الخوف والتوتر، أما الأسباب غير الطبيعية فهي عديدة، وقد تنشأ من الإفراط في شرب المنبهات (كالشاى والقهوة) أو بسبب اختلال في وظائف القلب كارتفاع ضغط الدم أو قصور الشرايين التاجية أو ضعف فى عضلة القلب وكذلك بعض أجهزة الجسم على سبيل المثال وليس الحصر كاضطرابات الغدة الدرقية أو الجارا درقية أو في حالات فقر الدم والأنيميا أو اختلال أملاح الدم. والحقيقة؛ أن الخفقان قد ينشأ من اختلال فى كهربية القلب دون سبب من الأسباب السابقة، ومثال لهذا الاختلال؛ رفة الأذين التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أو رفة البطين التي تؤدي إلى توقف القلب والوفاة في ثوان معدودة، وهي سبب شائع للوفاة الفجائية. ولذلك فإن ظاهرة الخفقان لا يجب الاستهانة بها ولابد من الكشف الإكلينيكي الدقيق وعمل الفحوصات اللازمة لتشخيصها وعلاجها المبكر قبل حدوث المضاعفات. وقد يستلزم ذلك عمل الفحوصات المعملية و وتخطيط القلب ومراقبة دقات القلب بجهاز الهولتر وأشعة الموجات فوق الصوتية وقد يلجأ للقسطرة القلبية الكهربائية لتشخيص وعلاج هذه الظاهرة الخطيرة. وقاكم الله وعفاكم ،،،