على غير العادة، شهدت أسواق المنطقة الشرقية أمس هدوءاً لافتاً، قبل بدء الموسم الدراسي «اليوم»، في ظاهرة وصفها تجار بأنها «لم تحدث من قبل»، وفسروها بطول فترة الإجازة الصيفية، التي مكنت عديداً من الأسر من تأمين مستلزمات الموسم الدراسي قبل بدء الموسم بأسابيع وربما شهور. وفي مجمع الحياة بلازا الشعبي، الذي يزدحم عن بكرة أبيه بآلاف الأسر قبيل مواسم الأعياد والدراسة، كان إقبال الأسر عليه أمس متوسطاً، ما دفع عديداً من التجار إلى عمل عروض على سلع الموسم الدراسي من الكراسات والحقائب والأحذية. ويوضح عبدالرحمن أيوب «بائع قرطاسيات في السوق» أن مبيعاته هذا العام بدأت مبكراً، ويقول: «يبدو أن طول فترة الإجازة التي استمرت نحو أربعة أشهر، شجع الأسر على شراء احتياجات أبنائها الطلاب في فترة مبكرة، وعدم الانتظار إلى ساعات الوقت الضائع من بدء الموسم». وأضاف: «بدأنا نعرض الحقائب المدرسية والأدوات القرطاسية في وقت مبكر جدّاً، وتحديداً قبل شهر من الآن، ووجدنا بعض الإقبال في البداية، وزاد هذا الإقبال قبل عيد الأضحي الماضي»، مشيراً إلى أن «غالبية الأسر كانت تشتري احتياجات العيد، بالإضافة إلى احتياجات الموسم الدراسي». وأضاف أيوب «أستطيع التأكيد على أن مبيعات المستلزمات الدراسية لهذا العام أقل بكثير من مبيعات المواسم الماضية، ربما لضيق اليد لدى بعض الأسر التي تواكب عليها عدة مواسم مهمة، بدءاً بموسم الإجازة الصيفية والسفر والسياحة، ثم موسم شهر رمضان الكريم، وعيد الفطر، وأعقبه عيد الأضحى، ثم موسم الدراسة»، مضيفاً «كل موسم من هذه المواسم في حاجة إلى ميزانية كبيرة وخاصة، مما أنهك القدرة المالية لعديد من الأسر، وأضعف قدرتها الشرائية، وظهر هذا بوضوح على مبيعات آخر تلك المواسم، وهو الموسم الدراسي». ومن جانبه، قال عمر الشبندر «تاجر» إن مخازنه مازالت مليئة بمستلزمات الموسم الدراسي، وتابع: «هناك إقبال متواضع على هذه السلع، والغريب في الأمر، هو ذلك الهدوء الذي يخيم على الأسواق قبل بدء الموسم الدراسي بساعات قليلة، علماً أن سوق الحياة بلازا كان في مقدمة الأسواق التي تزدحم بالمتسوقين، نظراً لعرضه عديداً من السلع الشعبية الرخيصة، سواء في الملابس أو القرطاسيات». ويقر المواطن خالد عبدالله بحدوث ربكة في ميزانيته، ويقول: «الإجازة الصيفية هذا العام كانت طويلة جدّاً، وتخللها عدة مواسم دينية مهمة، مثل شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، إلى جانب موسم السفر والسياحة، وهذا كله كان كفيلاً بإرباك ميزانيات الأسر السعودية والمقيمة، وعندما حل موسم الدراسة، كانت غالبية الأسر تئن من وطأة المصروفات الزائدة، التي أحدثت خللاً في ميزانيات الأسر». وأضاف «ربما نحتاج إلى شهرين أو ثلاثة شهور، لاستعادة التوازن مرة أخرى، بعد مواسم الصرف والإنفاق، فكثير من الأسر استدان للتعامل مع هذه المواسم، ولن يعود الهدوء إلى الأسر إلا بعد شهرين على أقل تقدير».
