كان يوم 20 من أغسطس الماضي يوماً غير عادي بالنسبة لمجموعة من البشر «الصُّهْب»؛ حيث عقدوا مؤتمراً لهم في مدينة كورك الإيرلندية، تحت مسمى «ردهيد» للصُّهْب، « Redhead Conference»، تم خلاله تتويج ملك وملكة الصُّهْب، وبعض الفعاليات الأخرى. كانت فعاليات ذلك المؤتمر، بالإضافة إلى تتويج ملك وملكة الصهب، عبارة عن مرح وأشياء غريبة، مثل تكريم من يكون بوجهه نمش أكثر، والتسابق على لقب «البشرة النقية كالخزف»، ولقب «الأصهب الأكثر سفراً»، أمّا مَنْ كان وراء فكرة هذا المؤتمر فهي سيدة صهباء تدعى «جولين كرونين». إلى جانب المتعة والتسلية التي عاشها المؤتمرون، ذوو الشعر الأحمر؛ حيث كان المؤتمر بالتعاون مع جمعية السرطان الإيرلندية، كانت هناك فائدة أخرى ألا وهي التأكيد على الوقاية من أشعة الشمس المسببة لسرطان الجلد، خصوصاً عند الصهب والصهباوات، وأصحاب البشرة الفاتحة عموماً. في تراثنا الأدبي، جاءت «الصهباء» فتاة وفرساً وناقة واسماً من أسماء الخمر، وتغنى بها عديد من الشعراء أمثال طَرَفة، حين أنشد في ناقته: صُهابِيَّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَا ** بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ . كما وردت بمعانٍ عديدة، فيُقال: الموتُ الصُّهابيُّ الشديد كالموت الأَحمر، كما قال الجَعْدِيُّ: فَجِئْنا إِلى المَوتِ الصُّهابيِّ بعدما ** تَجَرَّدَ عُرْيانٌ من الشَّرِّ أَحدَبُ. الشاهد في الحديث، هنا، هو محاولة هؤلاء الغربيين ابتكار أي شيء من شأنه أن يدخل البهجة إلى نفوسهم، وإن لم يكن فيه فائدة تذكر، كمؤتمر الصهب ذلك، فيما بعض الناس، عندنا، يبحثون جادين عما يكدّر صفو الحياة، التي أرادها ديننا الإسلامي أن تكون خيراً وابتهاجاً للبشر، والأدلة من حياة رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، كثيرة، لمن أراد أن يبحث عنها. فلماذا التجهّم إذن؟