منذ أن أُعلن عن وجود وزارة أو هيئة جديدة في السعودية باسم الترفيه، استبشر بعض الناس بخير وبدأ آخرون في السخرية، لكن السؤال منذ أن أُحدثت هذه الوزارة وحتى الآن ماذا فعلت؟؟ وماذا قدمت لنا؟ لم نعرف منها غير مسماها، ولم نرَ أي دراسة أو تصاريح أو حتى ظهور مسؤول الهيئة ولو بالخطأ في بعض المناسبات؟؟ هل الترفيه والسعادة أمر صعب على الشعب السعودي حتى يحتاج إلى كل هذا الوقت للتوضيح، حتى لو كان أمراً واحداً أو تصريحاً يشعرنا بأنها موجودة على أرض الواقع؟؟ أصبح الشعب يرفِّه ويسعد نفسه بنفسه، عندما تظهر في فترة الصيف مسارح التهريج وتُسلَّم لأشخاص اشتهروا بالصراخ والاستخفاف بعقول الناس بحجة الضحك والوناسة، وهيئة الترفيه في سبات عميق، والمشكلة أن هذه المسارح ليست موجودة إلا على أراضينا ولم نرَ تهريجاً في بلاد أخرى، وطبعاً هيئة الأمر بالمعروف هي من تعجبها هذه المسارح وتشجعها لأنها لا تخالف الدين وليس فيها نساء وليس فيها موسيقى، لكن الاستخفاف بعقول الناس أمر عادي، والاستهتار برجال كبار في السن لحاهم البيضاء ملأت وجوههم أمرٌ مسلٍّ في نظرهم. سؤال يطرح نفسه: لماذا أصبح غالبية السعوديين يسافرون إلى الخارج في الفترة الأخيرة؟؟ هل مسارح التهريج هي السبب أم أن الشعب تطور تفكيره وأصبح يعرف ما هو الجيد وما هو التافه، أم لأن هيئة الترفيه لم تعرف كيف ترفِّه الشعب السعودي، واحتاروا ما هو الشيء الذي يسعدنا؟؟ لماذا لا يأخذ موظفو هيئة السياحة وهيئة الترفيه دورات خارجية في الخليج أو الدول الأوروبية حتى يتعلموا المعنى الحقيقي للترفيه والوناسة، وأن هناك فرقاً بينها وبين الاستخفاف بالعقول.