الهيئة العامة للترفيه هي هيئة سعودية تم إنشاؤها في شهر رجب المنصرم وتعنى حسبما جاء في البيان بكل النشاطات المُتعلقة بالترفيه..! السؤال الجاذب، والحاضر بقوة.. ما هو مهام هذه الهيئة، وما دورها، وهل برامجها تتداخل مع برامج هيئة السياحة وكم عدد موظفيها، وماذا سيقُدمون، ومن أين تأتي بمواردها، وكيف سيكون كيانها، وما هي خططها الاستراتيجية..؟ عشرات الأسئلة تدور في رأسي ورؤوس الملايين من السعوديين والسعوديات، خاصة ممّن لا يستطيع أن يُسافر «خارجياً» ويهتم بوجود برامج له ولأسرته، برامج تُشبعه داخلياً، برامج لا تُرهق ميزانيته «العادية جداً» فهل ستكون هذه الهيئة عوناً لهم أم إنها نسخة مُكررة من هيئة السياحة..! ثم أمرٌ آخر ما هو الإدارات والمراكز التابعة لها، هل ستنضم إليها مثلاً «جمعية الثقافة والفنون» وهل سيكون ضمن نشاطاتها مسرح وسينما أم إنها تُشرف على مراكز الترفيه والمُدن الترفيهية الموجودة الآن..!!؟ إذا كانت هذه مُهمتها فلا داعي لوجودها، وتُعطى هذه المهام لهيئة السياحة، تلك الهيئة القائمة حالياً وتُمارس مهامها ونشاطاتها، اللهم يُفترض أن نُغيّر من بعض برامجها ونُنشّط دورها وننطلق معها في برامج سياحية أكثر انفتاحاً للوطن، وأكثر ديناميكية لجعل السياحة صناعة وليست مُجرّد برامج ومهرجانات في المُدن استنزفت عقول وجيوب الأُسر دون نفع عام ومردود جيد لاقتصاد البلد، المهرجانات مُكررة وممسوخة ولم تعُد تُشبع رغبات وتطلُعات الأُسر، وتجد الإقبال عليها ضئيلاً جداً كونها تحمل نفس الأسماء ونفس الرعاة ونفس المُنظمين ونفس البرامج، فهي شركات هدفها الربح المادي فقط..! ووجدت في هذه المهرجانات «سوبر ماركت» يُغذي جيوبهم بالأموال، ويزيد من ثرواتهم الشخصية فلا يألون جُهداً في إقناع المسؤولين بإقامتها كُل عام ويوهمون الناس حتى عن طريق «الإعلام» مع الأسف إنها ناجحة وعليها إقبال، وبالتالي تستمر هذه المهرجانات.! أقول إذا كانت هيئة الترفيه لا يوجد لديها خطط مستقبلية، ومُغايرة لما هو عليه الحال الآن فلتُدمج مع السياحة والآثار وكفى الله المؤمنين شر القتال..! كان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظة الله ورعاه قد أشار يوم تدشين رؤية السعودية 2030 إلى دفع الحكومة لتفعيل دور الصناديق الحكومية المُختلفة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المُستثمرين من داخل المملكة وخارجها «تشجيع الاستثمار الخارجي» لإقامة وعقد شراكات من أجل تنفيذ مشاريع ثقافية وترفيهية، سواء مكتبات، أو مراكز فنون أو حتى متاحف. ولكن سؤالنا أين دور السينما والمسرح أليس «المسرح» أبو الفنون، ليتنا نهتم بالمسرح وبناء المسارح هُنا وهُناك فالفنون الجميلة وحضارات الأُمم والشعوب، ومنطلق الترفيه تكمُن في المسارح، تثقيف الشعوب وتغيير نمط حياتها تنطلق من المسارح، فالترفيه أن يكون لدينا مسارح ونستقطب مسرحيين عالميين ونتبنَّى فكرة تشجيع الكوادر الوطنية للخوض في هذا المجال وبناء الأكاديميات التي تعتني بالفن بشتى أنواعه وفنونه، من هُنا نستطيع أن ننقل مُجتمعنا إلى درجات أرقى، وأفضل، وأحسن.. من هُنا نستطيع أن نقول إننا بدأنا بخطوات إلى الأمام ومهمة، بل من أهم ما تقوم به هيئة الترفيه هو هذا المجال أما أن تكون تكراراً لبرامج سياحية ومهرجانات تسويقية فلسنا بحاجة إلى قيامها..! أتمنى أن نكون شُركاء في بناء هيئة الترفيه، وأن تكون هُناك ورش عمل يُشارك فيها المُختصون والإعلاميون لمناقشة ما يجب أن تكون عليه هيئة الترفيه، فبالحوار والنقاش نصل إلى نتائج ترضي كافة الأطراف. أتمنى من معالي رئيس الهيئة وهو أول رئيس لها (أحمد بن عقيل الخطيب) أن يفتح قلبه للجميع وأن يتلقى شخصياً ومكتب متخصص، كافة الأطروحات والآراء التي تهدف إلى تحقيق طموحات الوطن والمواطن وتسعى من خلال أطروحاتها الجادة والمُخلصة إلى تطبيق ما جاءت به بنود وعناصر الرؤية 2030 وما جاءت به برامج التحول الوطني 2020، فنحنُ جميعاً يد واحدة، وهدفنا واحد هو رفعة الوطن وسعادة المواطن ومن هنا ننطلق ليكون اقتصادنا مُتنوعاً غير معتمدين على النفط، ويكون مُجتمعنا مُنتجاً نافعاً تنطلق منه مبادراته الإيجابية في كل بقعة من أراضيه الشاسعة.