في الوقت الذي نقب فيه غيرنا في تاريخهم عن أمجادهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وعن شخصيات تركت أثراً في تاريخهم فنياً وأدبياً وسياسياً، وصاغوها على شكل أفلام أو مسلسلات. تفرغنا للتهريج وتسفيه العقول والاستخفاف بها والتطاول على عاداتنا وتقاليدنا مواصلين الدوران في حلقة مفرغة من الهزل والتهريج والنقد المكرر والسطحية. أتمنى أن ننقب في تاريخنا الذي يزخر بكثير من القادة والعلماء والأدباء والشعراء والسياسيين والفنانين ذكوراً و إناثاً، وعن العادات والتقاليد الحميدة والرائعة لننافس به على الظهور في القنوات الفضائية. أو أن نناقش القضايا الاجتماعية المصيرية والحساسة بما تستحقه، ونحرص على أن نرفع من شأن وطننا وعزته. ونحرص على الاستفادة من الإمكانات والقدرات والحرية المتاحة لنا في المجال الإعلامي لنقدم إعلاما هادفاً وممتعاً ومسلياً ومضحكاً يحمل رسالة وطنية ومجتمعية وتربوية، بعيداً عن التهريج والهزل والتطاول والاستخفاف وإيلامنا بما يعرف بالدراما الحزينة الموجعة التي أصبحنا أسيادها في الخليج العربي ونرى أن يتدخل من بيده الأمر لإيقافها فوراً، فليس من العقل والعدل أن يفخر غيرنا على قنوات تمول وترعى برامجها خليجياً بتاريخهم وأمجادهم ونتفرغ نحن لغير ذلك، خاصة أننا نشارك بمسلسلات قليلة العدد مقارنة بغيرها. وليس من العدل أيضاً أن يستمر هذا الهم الفضائي المؤلم لنفوسنا، فنحن في بيوتنا وفي أوقات راحتنا بعيداً عن هموم الواقع، لا ينقصنا أن ينقل لنا هؤلاء تلك الهموم اليومية إلى بيوتنا على الهواء مباشرة بتعاط أقل ما يقال عنه إنه سخيف تغيب عنه كل مقومات العمل الفني الناجح، تتمثل لنا شخصياته على شكل مهرجين لا يمثلون إلا أنفسهم بظهورهم بهذه الصور الهزلية ولا يمثلون أي فرد من الشعب السعودي أو الخليجي وحتى العربي. أين وزارات الإعلام والثقافة الخليجية، أين مؤسسة الإعلام الخليجي المشترك، أين جمعيات ولجان الأسرة والطفولة والشباب.،، أين ..... و أين ..... ، أما من متابع لهذه المسلسلات ولآراء المتابعين لها من كافة شرائح المجتمع الذين نقدوها عبر وسائل الإعلام المقروءة والإنترنت، ليتخذ قراراً جريئاً وشجاعاً لإيقاف استنساخ هذه المسلسلات التي أخشى أن تسيء لنا وتضحك علينا الآخرين بدلا من إضحاكنا. عبدالمجيد بن سليمان النجار تربوي مهتم بشؤون التنمية البشرية