أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقًا، السفير طلعت حامد، أن ضعف موقف جامعة الدول العربية جاء نتيجة ضعف قوة الدول العربية ، خاصة أن هناك دولا عربية ترى نفسها بمنأى عن الصراع العربي. وقال طلعت حامد خلال حديثه إلى «الشرق»: «إن الدول العربية تتعرض إلى مؤامرة كبرى تستهدف تقسيم الدول العربية، وهذه المؤامرة تقودها أمريكا تنفيذاً لمبادرة كونداليزا رايس «الفوضى الخلاقة»، ولابد لقادة الدول العربية أن يتنبهوا إلى هذه المؤامرة التي تستهدف كياننا، فما يحدث في العراقوسوريا وليبيا واليمن دليل على ذلك. وأضاف: «الجامعة العربية لا تملك إرادتها السيادية، وآلاف من القرارات والمبادرات التي أطلقتها الجامعة العربية في كل القمم التي عقدت؛ لم يتم الأخذ بها أو تنفيذها، لأن ليس هناك ما يجبر الدول العربية على تنفيذها، وجامعة الدول العربية ليست قوة سيادية، فلو كانت هناك إرادة من الدول العربية في أن تكون قوية؛ لأصبحت جامعة الدول العربية قوية. وأشاد السفير طلعت حامد، بالزيارة التي قام بها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا والصين في الأيام الماضية الأخيرة، وقال إنها جاءت في الوقت المناسب فهي ذات بعد اقتصادي سياسي، وإشارة إلى العالم أن المملكة العربية السعودية قوة عسكرية واقتصادية في المنطقة، وتستطيع أن تنوع اقتصادها وقوتها العسكرية حسب إرادتها، وردع إيران التي تعمل على توظيف الصراع السياسي إلى صراع ديني ومذهبي بين السنة والشيعة، وقادرة على أن توقف أطماع إيران التمددية في المنطقة العربية، لذا يجب على دول مثل مصر والجزائر والمغرب أن تقف إلى جانب المملكة العربية السعودية لتمكينها أكثر في هذا المجال، ليست هناك دولة عربية في معزل عن الصراع والمؤامرة التي تحاك ضد الدول العربية. وقال حامد: «في قمة شرم الشيخ العام الماضي؛ تم الاتفاق على إنشاء قوة عسكرية عربية موحدة، لماذا لم يتم هذا الاتفاق ؟! من الذي تسبب في دفنه ؟!.. العالم اليوم لا يعترف إلا بالقوة، من المؤسف أننا نلاحظ دول المغرب العربي تنأى بنفسها عن مشاكل المشرق العربي، وهذا خطأ. المفروض أن تكون همومنا ومشاكلنا واحدة، وإذا كانت هذه الدول ترى أنها بمنأى عن أي صراعات داخلية لها، فلا مفر من أن نوحد صفوفنا وموقفنا وتكون لنا كلمة موحدة لمواجهة هذه المؤامرة الكبرى التي تحاك للدول العربية منذ أحداث 11 سبتمبر 2001». وأوضح أن الحل في سورياوالعراق يتطلب توافقا في الرؤى بين أربع دول، وهي مصر والسعودية والجزائر والمغرب، وأن تتفق هذه الدول على خطة واحدة لكي تنقذ المنطقة مما تتعرض إليه، من الموقف الأمريكي، والتمدد الإيراني في العراقوسوريا واليمن. وهذا يحتاج إلى وضع تصور لكيفية ردع هذا التمدد الإيراني والمحافظة على الدول العربية. وأضاف: «الموقف الأمريكي أحدث فوضى خلاقة في كافة الدول العربية والمخطط الأمريكي واضح جداً، لكننا نتغافل عنه».