عادت الطائرات الروسية إلى استهداف مدينة إدلب بسلسلة هجمات مستخدمة الأسلحة المحرمة دولياً منها قنابل النابالم الحارق والفوسفور، واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية روسيا بأنها تشن هجمات انتقامية ضد المدنيين. وذكر ناشطون أن طائرات روسية شنت سلسلة غارات مكثفة، بعد منتصف ليلة الإثنين، استهدفت مدينة إدلب وريفها. ولفت الناشطون إلى أن القصف تركز على المراكز الطبية في المحافظة أدت لخروج المستشفى التخصصي ومشفى النسائية والأمومة في مدينة إدلب عن الخدمة، وتعرض مشفى الإيمان التخصصي في بلدة سرجة لقصف جوي بالصواريخ وأخرجته أيضا عن الخدمة، في حين تسببت غارات مماثلة بأضرار كبيرة في مستودعات الأدوية التابعة لمديرية الصحة في إدلب، كما شن ذات الطيران غارات جوية استهدفت سوق الهال في مدينة معرة مصرين أدت لسقوط 6 شهداء وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين، وأغارت أيضا على مدينة جسر الشغور والطريق الواصل بين بلدتي أرمناز وكفر تخاريم. ووجه رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة رسالة إلى وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل التنبيه على استخدام نظام الأسد وحلفائه للأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين والتنبيه على المجازر المستمرة. وطالب العبدة في رسالته باتخاذ خطوات فورية وحاسمة لضمان التحقيق في جرائم نظام الأسد وحلفائه المرتكبة بحق المدنيين، من قبل الجهات الدولية ذات الصلة بما في ذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وآلية التحقيق المشتركة، ولجنة التحقيق الدولية، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، والحؤول دون تكرارها. وحذر العبدة من تكرار سيناريو داريا في حي الوعر بمدينة حمص، الذي يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان ومع أبسط القوانين الدولية ويرقى لعمليات تطهير عرقي، وفق رسالة رئيس الائتلاف أنس العبدة إلى وزراء خارجية مجموعة دعم سوريا. وقال العبدة، في رسالته، إن حي الوعر الواقع في الجهة الغربية من مدينة حمص، يقطنه ما يقارب ثمانين ألف نسمة تقريبا، ومنذ فشل اتفاق الهدنة في آذار الماضي، يتعرض الحي لعملية تصعيد عسكري متقطعة بالقصف والقنص بلغت ذروتها خلال الشهر الجاري؛ حيث قام النظام باستخدام قذائف الهاون، وقذائف النابالم الحارقة، وصواريخ أرض – أرض، وقذائف مدفعية، وأسطوانات صاروخية. كما أن طائرات النظام استهدفت الحي بأربع عشرة غارة جوية، بالإضافة إلى قذائف النابالم الحارقة المحرمة دوليا التي استهدفت أحد الأبراج السكنية، وأدت لإصابات خطيرة في صفوف المدنيين، واستشهاد طفلين أخوين يوم السبت الماضي، بحسب تقارير موثقة ومؤكدة. ولفتت الرسالة إلى أن الحصار الذي يفرضه النظام على حي الوعر منذ ثلاث سنوات يتسبب بفقدان شبه كامل لمعظم المواد الطبية الجراحية والإسعافية، وأغلب الأدوية الخاصة بالأمراض الحادة والمزمنة الى جانب نفاد المواد الغذائية التي نجحت الأممالمتحدة والصليب الأحمر في إدخالها قبل نحو شهر تقريبا إمعاناً في سياسة النظام الإجرامية. ومضت الرسالة بالقول إنه يتصاحب هذا الحصار والتصعيد العسكري بتهديدات يوجهها النظام لأهالي الوعر بإخلاء المنطقة على غرار ما قام به من تهجير جماعي في مدينة داريا بريف دمشق قبل أيام. واعتبرت الرسالة أن ما حصل في داريا قبل عدة أيام يمثل وصمة عار في تاريخ المنظومة الدولية والقانون الدولي بالسماح لنظام مارق بالاستمرار في هذه الممارسات، وأن تكرارها غير المستبعد في حي الوعر من شأنه أن يجهض الجهود الدولية الرامية إلى استئناف العملية السياسية.