نظراً للوقت الطويل الذي يهدره بعض الشباب الخريجين لعدم توفر وظائف (وهو الأمر الخارج عن إرادتهم) فإن المشاريع الصغيرة يمكن أن تكون الحل المثالي كما ذكرت آنفاً في مقال لي. والمشروع الذي أعتبره فاعلاً هو وجود مؤسسات ترعى طاقات الشباب بحيث تكون المنفعة متبادلة من حيث الربح الذي تحصل عليه المؤسسة من قيمة اشتراك الفرد بها وتسويق أعماله ومن جهة أخرى مصدر رزق وعمل قد يحقق أرباحاً تفوق ما كان يمكن أن يحصل عليه في وظيفة رسمية. كلنا يعلم بأن 9 أعشار الربح في التجارة وكلنا يعلم أيضا بأن اشتغال الفرد بعمل يحبه ويتقنه يشكل أكبر حافز للجهد ويحقق قيمة نوعية للمخرج النهائي لأي عمل. كما أن مسؤولية تلك المؤسسات لن تحصر في توفير الفرص بل ستسعى جاهدة لتنظيم المؤتمرات وإعطاء الدورات التأهيلية وفتح المجال لسوق عالمي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تنمية عمل الأفراد وبالتالي فالمصلحة العامة من هذه المشاريع سيكون لها تأثير مباشر في التنمية الاقتصادية وأيضاً في الاستقرار النفسي وتدني مستوى الجريمة والشعور بالأمان. أتمنى أن تكون هناك عيون تبصر خارج الصندوق لتتمكن من المشاركة الاقتصادية والاجتماعية من خلال تلك المشاريع حيث إن الدوران في نفس حلقة التشكي من محدودية الوظائف في سوق العمل وأزمة البطالة لن يضيف شيئاً في التغيير إذا لم يكن هناك تغيير في الأفكار والاتجاهات وهي رؤية بالتأكيد تتناسب وطموحات رؤية ورسالة 2030.