للمرأة مكانة عظيمة في المجتمع، ولكن هذه المكانة «مهملة» منذ العصور القديمة حتى عصرنا الحديث، على الرّغم من أنَّها الشريك الرئيس للرجل في الحياة، وتلعب دوراً مهمّاً في تربية الأبناء. ساد على المشهد الثقافي في الوطن العربي مصطلح نردده كثيراً وهو «تحرير المرأة»، يكثر المثقفون من استخدام هذا المصطلح ونجد في الضفة الأخرى فريقاً آخر يقف ضد هذا المصطلح، ويرى أنه يُعدّ من التغريب، لكن في الحقيقة التي سأوردها في مقالي هذا، وأزعم أنني سأصدم القرّاء بها هي أنَّ المرأة كانت عبر العصور القديمة في الغرب تعيش ظلماً كبيراً، وكان فلاسفة وعلماء الغرب ضدها ومنهم «فيثاغورس» حيث قال: «يميّز بين مبدأ الخير الذي خلق النظام والنور والرجل، ومبدأ الشرّ الذي خلق الفوضى والظلمات والمرأة».. ونأتي إلى قول أبقراط «المرأة هي في خدمة البطن». ويقول الفيلسوف أرسطو «الأنثى أنثى بسبب نقص معين لديها في الصفات». وكذلك قال ترتوليان «أيتها المرأة أنتِ باب من الشيطان». ونجد على الصعيدِ السياسي في الغرب حيث وعد الرئيس الأمريكي «جيمي كارتر» أيام خوضه انتخابات رئاسة الولاياتالمتحدة، نساء أمريكا وعوداً كثيرة على إعطائهن مزيداً من الحقوق لكسب أصواتهن، وكُلّ ذلك طمعاً في الفوز بأصواتهن.. وعندما أخذ الرئاسة نكص ورجع عن وعوده التي وعد بها.. ولو أذكرُ كُلّ الأقوال التي تدل على الظلم الذي تعرضت له المرأة في الغرب لاحتجتُ إلى مجلدات، ولكن أوردت ذلك من باب أن المرأة حتى عند الغرب يمارس الظلم عليها؛ لأنها أنثى.. فهذا ذنبها الوحيد في ممارسة الظلم عليها من الذكر الذي يتسيّد كُلّ شيء. نأتي للمجتمعات الإسلامية، ديننا الإسلامي دين عظيم وكامل، ورد في القرآن الكريم كُلّ الأمور التي تتعلق بالمرأة من نفقة وحقّها في «الميراث»، وغيرها من الحقوق، وجعل لها الخلع طوق نجاة في يدها يخلّصها من بعض الأشباح من الرجال، لكن هل نحن كمسلمين نطبق ما ورد في القرآن من حقوقٍ للمرأة؟ ونعطيها حقها؟. مع الأسف نحن كالغرب نظلم المرأة ونهضم حقوقها، ولا نطبق تعاليم الدين في تعاملاتنا مع المرأة، بل نجعل العادات والتقاليد هي المنهج الذي نتعامل به مع المرأة، فنحرمها من الميراث بحجة أنها أنثى والأنثى لا تقاسم إخوانها الذكور. إذا أتى لأحدٍ مولود يستبشر خيراً بالذكر ويقيم الاحتفالات ويرقص فرحاً، أما إذا كانت أنثى، فيحزن وكأنه قد حلّت به مصيبة! لذلك ظلم المرأة وهضم حقوقها عند جميع المجتمعات الغربية والعربية.. لا أقف مع بعض المثقفين الذين ينادون بتحرير المرأة ولا مع الذين يقفون ضد هذا المصطلح؛ وذلك لأنها مجرد شعارات يرددها المثقف، ولكن يشاهد الإجحاف والظلم أمام عينيه يقع على المرأة، وربما يقع من ذلك المثقف، وكذلك ذلك الذي يقف ضد المرأة وذلك المصطلح واختزاله المرأة ودورها في أنها فقط «جسد» تحركه جنون الشهوة وبأنّها لا تملك أي عقل حتى تبتعد عن الخطيئة.. أنا أقف مع المرأة وأقول لها عليكِ قبل التفكير في تطبيق ذلك المصطلح واللهث خلفه.. عليك بالعلم والمثابرة في سلوك طريقه حتى تكوني نافعة لدينك ووطنك وتثبتي للجميع أنك حرّة فاعلة كي تُنهي بطموحك عصور الظلام والعتمة والتخلف وتقضي عليها.. فلن ينفعك أحدٌ سوى علمك وعقلك ومدى تفكيرك.