يبدو أن قَدَر المواطن أن يُمتحن صبره، ويُمحص إيمانه، بين الفينة والأخرى؛ بمصائب التصريحات، وعجائب الآراء والتعليقات، التي تصدر من بعض الرموز، والوجهاء، والمسؤولين، وتكون في غاية الإزعاج والاستفزاز، حينما تستخف بالمواطن، أو تحتقره، أو تدينه وتحمّله ما لا يحتمل، وكأنه السبب الأول والأخير، لكل فشلٍ أو تقصير، فهو الحلقة الأضعف، والجدار القصير، وعليه أن يكون «حمالاً لأسية» اللوم والتبرير..! ما يدعو للعجب؛ أن بعض تلك التصريحات المستفزة، تخرج ممن يفترض بهم أن يكونوا أقرب من غيرهم للمواطن، وأعلم من سواهم باحتياجاته، وهمومه ومعاناته، قياماً بواجب الأمانة والمسؤولية، التي جعلتهم في مناصب «عليا»، تعلو وتسمو، كلما «تواضع» أصحابها، وأصبحوا أكثر قرباً ودنواً من المواطنين البسطاء، الذين لا تتجاوز أحلامهم الحد الأدنى من الستر، والكفاف، والعيش الكريم..! لكن المفارقة المؤلمة، أن الفجوة تتسع، والمسافة تتباعد، بين الطرفين، حتى أصبحا وكأنهما يعيشان في كوكبين مختلفين، لينتج عن ذلك الانفصال والتباعد، حالة من الجهل وعدم الفهم، أنتجت ما يمكن تسميته، بموضة «التصريحات الاستفزازية»..! ختاماً، أيها المسؤولون؛ رفقاً بالمواطن، الذي وضعتم لخدمته، وتلبية احتياجاته؛ فإن لم تخدموه، فلا تستفزوه..!