شهد اليوم الأول لانطلاقة معرض الرياض الدولي إقبالاً كبيراً، خاصة من العائلات، وفي ظاهرة غير مسبوقة، حيث لوحظ كثير من الآباء ومعهم جميع أفراد العائلة، يتنقلون بين الكتب، ويشارك الأب في مسألة اختيار أبنائه للكتب، وخاصة البنات اللواتي يرغبن في اقتناء كتب ربما كانت ممنوعة في السابق، أو «محظورة عائلياً»، تحت تأثير العادات والتقاليد. كان الطريق المؤدي إلى المعرض مزدحماً منذ العاشرة صباحاً، وهذه أيضاً السنة الأولى التي تشهد مثل هذا الحدث، بينما عاكست الحالة الأمنية والتنظيمية كل الآراء والتوقعات التي كانت تدور حول وضع متوتر ومماثل لما سبق من أحداث شكلت حالة من الفوضى. مرتادو المعرض في اليوم الأول الذي صادف عشية إجازة نهاية الأسبوع دفع بالجميع إلى الحضور كباراً وصغاراً، وكانت كاميرا ال»الشرق» هناك لتنقل المشاهد والمواقف، وتستطلع الآراء التي تدور حول إقبال المجتمع على الشراء والاطلاع. التقينا السيدة المشرفة على جناح مملكة السويد فقالت: سعدت بوجودي ضيفة على المجتمع السعودي، للاطلاع على ثقافته. وما لفت نظري أن وجود المرأة في هذا المعرض يشكل نسبة عالية ربما تقترب من نسبة وجود الرجل، ووجدت الإقبال جيداً من النساء، كما وجدت أن المرأة السعودية مثقفة وتحب القراة، وهذه المرة هي الأولى التي أزور فيها المملكة، لتتبلور أمامي هذه الصورة التي تزيل اللبس والاعتقاد الخاطئ الذي كنا نسمع به، حيث ساهم هذا المعرض في إزالة هذا اللبس، وأدعو المتابعين السعوديين للمشاركة في معارض الكتاب في السويد لتحسين الصورة، فالصور السلبية تشكلت بسبب عدم التواصل بين الشعبين، سواء من خلال السياحة، أو على الصعيد الثقافي. وأضافت: قبل أن أحضر إلى المملكة قرأت كثيراً عن ثقافتها وطبيعة مجتمعها، وبعد نهاية فترة المعرض سأتجه مباشرة لزيارة مدائن صالح، وجزيرة فرسان. من جانبها، أوضحت الكاتبة والروائية السعودية، والشريكة في دار «ماس» السعودية للنشر والتوزيع، نورة حمد الغانم، أن المرأة السعودية أصبحت واعية ومثقفة، بل إنها تفوقت على الرجل السعودي، واستفادت من وسائل الاتصال الحديثة، وارتفعت نسبة الذكاء لديها، كما أن المكتبات المنزلية في الماضي كانت كجزء من جمال المنزل والديكور فقط، والآن أصبحت المرأة تقتني الكتب لتقرأ وتستفيد منها. وأضافت بأن المعرض اليوم خلال الفترة الصباحية أفضل من المعارض السابقة، ومن يحضر يعتقد أنه في الفترة المسائية، وفي المساء سيزدحم، وهذا دليل على الإقبال على الكتاب من قبل المواطنين. وأشارت إلى أن الكتب المقبلة من خارج المملكة كثيرة جداً. وقالت «يجب أن نقف عند هذا، وأن تطغى مؤلفاتنا وكتبنا على المعرض». وأوضحت أن زيادة الوعي لدى الرجل زاد من حجم إقبال المرأة وعائلته على الإقبال على المعرض وشراء الكتب، مشيرةً إلى أن القراءة والكتب هي من تزيد من ثقافة الشخص وتثري لغته، وهذا ما ساعدها على كتابة القصائد والرواية، وغيرها. ويرى الروائي والإعلامي أحمد الزين أن هذا اللقاء السنوي يعد المنصة التي تجمع القارئ مع الكاتب والناشر بكل مستوياته، ولابد أن يضيف جمالاً ومعرفةً للناس، خصوصاً إذا كان هناك جرأة في تناول الموضوعات، كما أن وسائل الاتصال الحديثة أثرت في تناول الكتاب، وأصبحت وسيلة سهلة وحدَّت من انتشار الكتاب قليلاً، والجيل الجديد لم يعش تجربة الكتاب المطبوع كما عاشته الأجيال السابقة، وتوجد علاقة حميمة تربط المثقف مع الكتاب وهي علاقة غرائزية مع وجود العقل. والمتعة تكمن في الكتب، فعندما يقرأ الإنسان شيئاً ما في الإنترنت يطبعه ويقرأه من جديد، فهناك علاقة روحية تربط الأشياء الحسية عندما يمسك الورق، لكن ربما تتغير كل مفاهيمنا للثقافة. مشيراً إلى أن الربيع العربي كشف عن نوع من المثقفين ليسوا مثقفين، هم مثقفو السلطة ومثقفو المصالح، وأي شخص مثقف، أو أي إنسان عادي، لابد أن يكون مع القاتل، أو مع القتيل، وهناك من يربطون ثقافاتهم بانتماءاتهم الجغرافية، وغيرها. ومن جهة أخرى، طلب بعض أعضاء مكتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من إدارة المعرض التنبيه على المشرفة على جناح مملكة السويد وجمهورية فرنسا والأردن، و»دار ماس» من عدم السماح للعنصر النسائي بالبيع، ورفع الأمر إلى وزير الثقافة والإعلام الذي تدخل بدوره وتمت إعادة المشرفات والبائعات إلى دور النشر مرة أخرى، وعاد الوضع هادئاً وطبيعياً. لقاء بين أحمد الزين وعدد من زائري المعرض في إحدى الردهات استراحة بعض زوار المعرض بين جولتين (تصوير: رشيد الشارخ) على كرسيها المتحرك تتجول في المعرض صغيرة تعرض كتابها الذي اشترته (تصوير: رشيد الشارخ) عدد من الزائرين في معرض الكتاب سيدة تتصفح كتاباً قبل اتخاذ قرار الشراء