في معرض حديثهما عن معرض الرياض الدولي للكتاب، يؤكد كل من د. تركي الحمد أن إقبال المجتمع السعودي وخاصة الشباب على شراء الكتب في معرض الرياض لهذا العام هو مؤشر إيجابي للاهتمام بالثقافة والفكر في المجتمع السعودي وليس مجرد ظاهرة استهلاك اقتصادي؛ وذكر الحمد إحصائيات تشير إلى أن40% من سوق الكتاب هي في المملكة، كما أن ناشرين ينتظرون معرض الرياض بالذات لبيع كتب قديمة، وأن كثيرًا من مرتادي المعرض هم من الشباب الذي يعاني من مشاكل اقتصادية عديدة. كما لفت الحمد -وهو كاتب وروائي- النظر إلى ظاهرة الإقبال على كتب الفكر والفلسفة والنقد السياسي والفكري والديني بخلاف العقود الماضية التي كان الإقبال فيها على كتب التراث والكتب الدينية، وهذا بحسب الحمد “مؤشر ليس فقط على مجرد إقبال وإنما أيضًا على توجهات الشباب في الوقت الحاضر”، وأضاف أنه قبل ثلاثين أو أربعين سنة كان الإقبال على الكتب الناصرية والقومية ثم جاءت ما يسمى الصحوة الإسلامية وكان الإقبال على كتبها ثم جاءت الآن موجة تهتم بالفكر الحديث أكثر من الفكر التقليدي؛ مما يدل على أن المسألة هي مسألة تحولات فكرية. وفي حين عبر بعض المثقفين عن خيبة أملهم في عدم المشاركة في فعاليات المعرض. كما أشار إلى ذلك د. حسن الهويمل -أستاذ الأدب الحديث- حين قال: “لم أدع ولم أستضف ولم أشارك. لم يهتم المعرض بنا فنحن لم نهتم به”.