يثير منظر انتشار البسطات النسائية العشوائية في سوق الحب بالدمام، استياء بعض المتسوقين وأصحاب المحلات، نتيجة تمركز البسطات أمام المحلات، ما يؤدي إلى صعوبة في التسوق ويخلق نوعا من الفوضى، وتطالب بائعات البسطات بتخصيص مكان للبيع أو سوق شعبي لهن يمارسن فيه هذه التجارة التي تفتح بيوتا كثيرة على حد تعبيرهن.وتحتوي أغلب البسطات على بضائع مقلدة زهيدة الثمن متنوعة ما بين مواد غذائية وألعاب وملابس للنساء و»إكسسوارات» ويعتبر هذا النشاط الاقتصادي مصدر دخل محدود لنساء كبيرات في السن. إعالة أسرة وتفترش أم عبدالله السوق منذ 29 عاما، من التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء، لبيع المواد الغذائية وألعاب الأطفال، وتقول إنها تعول أبناءها من دخل هذه البسطة الذي يتراوح بين 150 إلى مائتي ريال في اليوم، ويرتفع نهاية الأسبوع إلى نحو 350 ريالا. وتعتبر أم عبدالله أن أفضل وقت للبيع هو في فترة المساء ووقت الإجازات كون أغلب المتسوقين يأتون برفقة أطفالهم، وتشير إلى أن الصعوبات التي تواجهها في البيع تتمثل في تقلبات الجو من غبار وحرارة الصيف، إضافة إلى السرقة التي تتعرض لها من بعض الأطفال. وأفادت أم عبدالله أنها لم تتلق أي دعم من الأمانة لمساعدتها بتوفير مكان للبيع أو سوق شعبي نسائي خاص بصاحبات البسطات. عمل مخالف أما أم رغد التي تتخذ من إحدى البسطات وسيلة ترتزق منها هي وعائلتها منذ 15 عاما، فتطالب بتوفير مكان مخصص لهن للبيع حماية لهن ولبضائعهن بسبب سوء الأحوال الجوية، ولا تنكر أم رغد أن عملها يخالف القوانين والأنظمة، مشيرة إلى أن المكاسب التي تجنيها من البسطة تخفف عنها الصعوبات التي تواجهها، خاصة أن المترددين عليها في وقت الإجازات من الخليج، حيث يصل دخلها إلى 400 ريال، فيما تمر عليها بعض الأيام وسط الأسبوع دون تحقيق أي ربح يذكر. نشاط وازدحام وأفاد البائع في أحد المحلات مدحت عبدالرحمن، أن وجود البسطات يعطي نشاطا للسوق، معتبرا أن إزالتها سوف تقلل من الحراك والنشاط، وتصيب السوق بحالة من الركود، ولفت إلى أن الازدحام في السوق يدفع الناس إلى دخول المحلات والتعرف على البضاعة.وقارنت المتسوقة أم وليد أسعار المنتجات الموجودة في البسطات والتفاوت الكبير بينها وبين أسعار البضاعة في المحلات أوالمجمعات، مضيفة أن مركز المواد الغذائية يحتاج إلى وقت في الذهاب إليه، ومن ثم فإن هذه البسطات توفر الوقت والجهد.ويوافقها الرأي أبو محمد في أن البسطات تكون موجهة لذوي الدخل المحدود لاحتوائها على بضائع جيدة وبأسعار منخفضة ومناسبة، موضحا أنها تلبي حاجات ضرورية عند شريحة ليست صغيرة من الناس. تدريب وتنظيم قال رئيس مركز الريادة للاستشارات الاقتصادية، عضو المجلس التنفيذي لمصرف الإنماء إبراهيم الغفيلي، إنه يشجع النساء على العمل بشكل عام، لأن الدافع الأول لخروجها للعمل في البسطات العشوائية هو حاجتها للعمل، بدلا من طلب المساعدة من الناس، وطالب بأن تكون البسطات تحت تنظيم جهة معينة كالجمعيات الخيرية، حيث تقوم بجمع النساء المحتاجات وتعليمهن حرفة معينة وجعلهن أسرا منتجة وفقا للأنظمة والقوانين، أوبناء سوق خاص لهن وترخيص أماكن معينة ومساحات لأصحاب البسطات، ما يمثل فائدة لهن في تحقيق عائد لهن من خلال الرقابة والتنظيم . أم عبدالله تفترش السوق منذ ثلاثين عاما (تصوير: يارا زياد)