جدَّد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، التوجيه بتسخير كافة الإمكانات بما فيها التقَنِية لتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة. يأتي ذلك فيما أنهى مطار الملك عبدالعزيز في جدة استعداداته لاستقبال أولى طلائع حجاج الخارج غداً. وأكد أمير مكةالمكرمة لدى استقباله أمس الأول وزير الحج والعمرة، الدكتور محمد صالح بنتن، أهمية توحيد الجهود لتقديم الخدمات الأمثل لضيوف الرحمن. وأشار إلى ضرورة الاستفادة من منظومة المشاريع في العاصمة المقدسة والمشاعر بما يكفُل الراحة والتسهيل على الحجاج والمعتمرين. واطَّلَع الأمير، أثناء الاستقبال، على الخدمات التي ستقدمها وزارة الحج والعمرة خلال موسم الحج المقبل، ومنها النظام الموحَّد لحجاج الخارج، والبدء في المرحلة الثانية لخدمة المسار الإلكتروني لحجاج الداخل، إضافةً إلى الأساور الإلكترونية التي ستُطبَق هذا العام لتحوي جميع المعلومات عن كل حاج. وستطبِّق الوزارة أيضاً نظام ال GPS على كافة الحافلات التي تتولى نقل ضيوف الرحمن في مكة والمشاعر. في السياق نفسه؛ يستقبل مجمع صالات الحج في مطار الملك عبدالعزيز غداً دفعةً أولى من حجاج الخارج. وأفادت إدارة المطار، أمس، بإنهائها جميع الاستعدادات اللازمة «من خلال العمل على تطبيق الخطة السنوية لاستقبال ضيوف بيت الله الحرام» بمشاركة الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة؛ «حيث توالت الاجتماعات اليومية حرصاً على تقديم التسهيلات الممكنة»، بحسب بيان الإدارة. ومع فتح أبواب المنفذ الجوي بحلول الخميس الموافق مطلع ذي القعدة؛ سيتحوَّل مجمع صالات الحج والعمرة في المطار إلى صالاتٍ للقدوم فقط حتى ال 4 من ذي الحجة، ثم تتم إعادة تجهيزه لخدمة المغادرين فقط في الفترة بين ال 16 من ذي الحجة وال 15 من محرم. ومنتصف محرم هو موعد رحيل آخر حاج إلى بلاده. ولفت بيان إدارة مطار الملك عبدالعزيز إلى تقليص مدة إنهاء إجراءات المسافرين القادمين عبر مجمع صالات الحج والعمرة إلى ما يقارب ال 30 دقيقة. لكن سيجري تقليص المدة مُجدَّداً إلى 15 دقيقة تقريباً بتنسيقٍ بين الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة الحج والعمرة وجهات أخرى معنيَّة. وقالت إدارة المطار إن تطبيق نظام المسار الإلكتروني يكفلُ بذلك «تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة بتقليص الوقت المستغرَق في إنهاء قدوم الحجاج والمعتمرين». ووفقاً للبيان؛ يجري تطبيق معايير قياسية مقننَّة بمجرد وصول الرحلة إلى المطار ودخول الحجاج والمعتمرين إلى صالات القدوم؛ «حيث يتم استقبالهم من قِبَل منسوبي وزارة الصحة؛ ويتلقون التعليمات والخدمات الصحية اللازمة ثم يتجهون إلى منطقة الجوازات لإنهاء إجراءات الوصول». ويتوجه المسافرون لاحقاً إلى خدمات الأمتعة لتسلم أمتعتهم مروراً بمنطقة الجمارك، ليتم استقبالهم بعدها من قِبَل هيئة الحصر والتوزيع والحاسب الآلي التابعة لوزارة الحج والعمرة، ومن ثَمَّ استقبال الحجاج وحدهم من قِبَل مكتب الوكلاء الموحد. ويتوجه الحجاج في مرحلةٍ تاليةٍ إلى منطقة إجراءات البعثات، ومنها إلى منطقة الحافلات بالتنسيق مع النقابة العامة للسيارات، قبل أن يغادروا مجمع الصالات متجهين إلى مكةالمكرمة. وتُقدَّر مساحة المجمع ب 510 آلاف متر مربع؛ تضم صالات مبنى الحجاج الشرقي على مساحة 90 ألف متر مربع، والمنطقة المكشوفة على مساحة 160 ألف متر مربع، و26 موقفاً للطائرات، وموقعين لمركز العمليات وبرج المراقبة، فضلاً عن 18 بوابة للسفر، و14 صالة لسفر الحجاج والمعتمرين، وصالتين لكبار الشخصيات، و142 نقطةً للجوازات، و120 نقطة للجنة الحصر التابعة لوزارة الحج و254 نقطة للسفر. فيما يصل عدد مناطق انتظار الحجاج إلى 20 منطقة تضم 40 مصلَّى و32 مجمعاً لدورات المياه. وفي الجانب الغربي للمجمع؛ تتوفَّر مساحة لم يتم تقديرها بعد لعدم الحاجة إليها حالياً. ويعمل أكثر من 7 آلاف موظف، ينتسبون إلى 27 جهة حكومية وخاصة، في المجمع. بدورها؛ ناقشت الإدارات الحكومية والخاصة العاملة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة؛ الخطة التشغيلية لموسم الحج المقبل. وخلُص اجتماع الإدارات إلى ضرورة توفير بيئة عمل مناسبة لجميع العاملين في نقاط الخدمة التي يمر الحاج بها. وأكد المجتمعون، بحسب بيانٍ صدر عن المطار، أهمية توفير سبل الراحة والأمان للحجاج لدى وصولهم ومغادرتهم، مع تأمين القوة البشرية اللازمة لأعمال الحج في جميع الصالات وأقسام الصيانة التي تعمل على مدى 24 ساعة. وركَّز الاجتماع أيضاً على تحديد معايير الخدمة ومتابعة تطبيقها بما ينعكس على جودتها، خصوصاً ما يتعلق بزمن إنهاء الإجراءات، وتجهيز المنشآت والصالات والمسارات المخصصة لخدمة الحجاج وتوظيفها بفعالية لضمان انسيابية الوصول والمغادرة. ويُتوقَّع أن يشهد حج هذا العام ارتفاعاً في عدد الرحلات القادمة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي؛ ليصل 2678 رحلةً بزيادة 5% عن موسم الحج الماضي. إلى ذلك؛ التقى وزير الحج والعمرة، الدكتور محمد صالح بنتن، في مكتبه أمس نائب رئيس مجلس وزراء موريشيوس ووزير الإسكان والشؤون الإسلامية، شوكت علي سودهن. وجرى خلال اللقاء بحث عديد من المواضيع المتعلقة بشؤون حجاج موريشيوس لهذا العام. وأشاد سودهن بالخدمات والمشاريع المتتالية التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة تيسيراً لأداء ضيوف الرحمن مناسكهم. من جهةٍ أخرى؛ نظَّمت إدارة شؤون التطويف التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي دورةً تأهيليةً شرعيةً أمس لمقدِّمي خدمة إرشاد الحجاج أثناء أداء مناسكهم وفق الهدي النبوي الصحيح. واستهدفت الدورة، التي عُقِدَت في قاعة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج التابع لجامعة أم القرى، تحقيق المقاصد الشرعية والأنظمة في أداء المناسك. وحاضَر فيها عضو هيئة المسجد الحرام في الرئاسة العامة، الشيخ عطية السهيمي. وشدد السهيمي على أهمية استشعار عظمة بيت الله الحرام وقدسيته في قلوب المسلمين عامةً وأهل مكةالمكرمة خاصةً. ووفقاً له؛ فإن من صور هذا التعظيم التعامل الحسن مع الحجاج والتخلق معهم بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.