يعقد القادة العرب على مدى يومين مؤتمر قمة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وهذه القمة العادية السابعة والعشرون لجامعة الدول العربية، وهي القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا منذ تأسيس الجامعة عام 1945. وتشهد نواكشوط إجراءات أمنية مشددة، من أجل تأمين أعمال القمة التي يستضيفها قصر المؤتمرات على مدار يومين بحضور عدد من القادة ووزراء الخارجية العرب. وستناقش القمة ملفات النزاعات في سوريا وليبيا والعراق والأمن في العالم العربي وتشكيل قوة عربية مشتركة والمبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب. والسبت تعهد وزراء الخارجية العرب بهزيمة الإرهاب، وذلك خلال مشاركتهم في الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية، بعد أسبوع على هجوم بالشاحنة في مدينة نيس الفرنسية أودى بحياة 84 شخصاً. ودعا الوزراء أيضاً إلى «حل نهائي» للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قبيل عقد القادة العرب قمتهم اليوم وغداً. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في بداية الاجتماع «يجب هزم الإرهاب، هذه أولوية». ودعا نظيره الموريتاني اسلكو ولد أحمد ايزيد بيه الدول العربية إلى تنسيق أكبر مع الدول الإفريقية لتحقيق هذا الهدف. وجاء في بيان أن الوزراء أكدوا دعمهم «لكل (المبادرات) التي يمكن أن تساعد على إنهاء الأزمات في العالم العربي، خصوصاً الأزمات السورية والليبية واليمنية». ورحَّب الوزراء بمبادرتين فرنسية ومصرية للمساعدة في إحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة. وقال موفد باريس الخاص المكلف متابعة المبادرة الفرنسية لإعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بيار فيمون الموجود في العاصمة الموريتانية، إن المبادرة الفرنسية «مكملة» للمبادرة المصرية وقد تلقت «دعماً قوياً من الوزراء العرب في نواكشوط». وأشار إلى أن إسرائيل لا تظهر تجاوباً مع هذه المبادرة، لكنه قال إن فرنسا تسعى إلى «إعادة حشد المجتمع الدولي» بهدف تنظيم «مؤتمر يجلس (خلاله) الطرفان إلى طاولة المفاوضات» قبل نهاية العام. كذلك، تبنى الوزراء قراراً «يدين تدخلات إيران في العالم العربي». وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي أكد هذا الأسبوع أن القادة العرب سيستعرضون «كل الأزمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية» وأضاف بن حلي إن «تحقيق الأمن داخل الأمة (العربية) يتم بعمل مشترك ضد الإرهاب خصوصاً عبر إنشاء قوة عربية مشتركة».