يشكّل التنهد تصرفاً طبيعياً يلجأ إليه الإنسان بوعي أو دون وعي، لمدّ الجسم بحاجته من الأكسجين، إلى جانب دوره في تهدئة المشاعر السلبية. وأكد أطباء أن فوائد التنهد الطبية لا تقتصر على التخفيف من التوتر، بل إنه يجلب للرئة ضعف حجم الهواء مقارنة بالتنفس المعتاد، وهو أمر ضروري في حالة الضغط العصبي. وأوضح ل صحيفة «الرؤية» الإماراتية الاختصاصي النفسي الدكتور حسين أبوالمجد أن الإنسان البالغ يتنهد كل خمس دقائق بشكل طبيعي تقريباً، حسبما أظهرته دراسة أمريكية حديثة خلصت إلى أن الإنسان يتنهد 12 مرة في الساعة دون أن يشعر. وذكر أن التنهد اللاإرادي ضروري لضمان استمرار وظائف الرئة الحيوية، إذ إن عملية تنفس الصعداء تضاعف كمية الهواء الداخل إلى الرئتين في الشهيق والزفير. وأشار إلى أن قدرات عمل الرئتين عند الإنسان عندما يكون في حالة انهيار تتأثر بشكل كبير، إذ يتداخل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون مع بعضهما، وعليه فإن كمية مضاعفة من الهواء حين تدخل إلى الرئة في حالة التنهد تضمن وصول الهواء إلى الحويصلات الهوائية الداخلية للرئة. ويسهم التنهد لدى الرضّع في تنظيم عملية التنفس في الرئة، إذ يساعد مركز تنظيم التنفس في المخ لديهم للتعرف إلى أنسب إيقاع للتنفس. وأردف أبو المجد أن التنهد يساعد على كسر التوتر لمن يعاني الضغط حين يأخذ نفساً عميقاً، لافتاً إلى أن الإنسان المكلوم إن لم يتنفس الصعداء فلن تتمكن رئتيه مع الوقت من العمل بشكل صحي.