اعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني أن الأكراد تورطوا في قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، فيما وصف المكتب المؤقت للهاشمي في كردستان، طلب وزارة الداخلية الاتحادية المقدم إلى وزارة داخلية إقليم كردستان لتنفيذ أمر إلقاء القبض على الهاشمي بالموقف المتشنج الذي يقوض المساعي الهادفة لإنجاح قمة بغداد. مضيفا أن بقاءه في إقليم كردستان كان له جانبان سلبي وإيجابي في نفس الوقت. وأوضح طالباني في لقاء مع صحيفة هاولاتي الكردية أن لجوء الهاشمي إلى كردستان وبقاءه فيها جعل السنّة ممتنين لنا، بينما يعتب علينا الشيعة ويقولون إنه رجل مطلوب وينبغي علينا عدم التستر عليه وحمايته، على حد قوله. وأشار طالباني إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء نوري المالكي وأعضاء البرلمان ورئيسه بخصوص قضية الهاشمي ولم يوجهوا له أي كلام لأنهم يفهمون أننا تورطنا في الموضوع، موضحا أنهم طلبوا منه أن يكون وسيطا لحل القضية. والملفت للانتباه أن الهاشمي التقى طالباني قبل أيام في مقر إقامته في محافظة السليمانية، وذكر بيان صادر عن المكتب المؤقت للهاشمي، أن الهاشمي راجع مع طالباني العديد من الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك. وقال مكتب الهاشمي في بيان أرسلت ل” الشرق” نسخة منه، إن “تصريح وزارة الداخلية الاتحادية والمواقف المتشنجة، من شأنها أن تقوض المساعي الهادفة إلى إنجاح مؤتمر القمة العربية المقبل في بغداد”، عازيا السبب إلى أنها “ترسل إشارات سلبية عن الوضع السياسي وحقيقة المصالحة في العراق”. وأضاف البيان أن “نائب رئيس الجمهورية الهاشمي كرر موقفه باحترام القضاء واستعداده للمثول أمام قضاء عادل كما نص عليه القانون في المادة 55 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، وليس أمام قضاء يستند في حكمه على اعترافات انتزعت بالإكراه”. بدوره، قال النائب عن كتلة التغيير الكردستانية محمد كياني ” إن دخول القوات الأمنية إلى إقليم كردستان لتنفيذ مذكرة إلقاء القبض بحق الهاشمي لا يمثل استفزازا للإقليم ما دام ضمن اتفاق وتفاهم مع حكومة الإقليم “. وأضاف” أن قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي تحل وفقا للقوانين العراقية. و نؤيد تطبيق القانون لأنه الفيصل في حل مشكلات العراق ولايوجد شخص فوق القانون”. وكانت وزارة داخلية إقليم كردستان ألمحت إلى إمكان قيام وزارة الداخلية الفيدرالية باعتقال الهاشمي الموجود في الإقليم، وقال وكيل وزارة داخلية الإقليم فائق توفيق في تصريح صحفي “لم نكن سبباً لمجيء الهاشمي إلى إقليم كردستان، ولسنا على اطلاع على تحركاته حتى نقوم باعتقاله، لذا لتقم الداخلية العراقية باعتقاله بنفسها وأن داخلية الإقليم لن تدافع عنه أو تحميه “.