جدَّد البيت الأبيض أمس، التأكيد على التزام الولاياتالمتحدة بتعزيز التعاون القوي مع الحكومة السعودية في مكافحة الإرهاب. وندد البيت الأبيض بالهجمات الإرهابية الثلاث التي وقعت الإثنين في المملكة. وصرَّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، نيد برايس، في بيانٍ «رغم أن التحقيق في هذه الهجمات لا يزال في مراحله الأولى؛ فإن نوايا الإرهابيين واضحة: وهي بث الفرقة والخوف». وقال برايس إن بلاده تجدد التأكيد على التزامها بتعزيز تعاونها القوي مع الحكومة السعودية في مكافحة الإرهاب. في سياق متصل؛ وصف مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، التفجير الانتحاري في المدينةالمنورة ب «هجوم على الإسلام نفسه»، معبِّراً عن صدمته لاستهداف ثاني الحرمين الشريفين. ووقع تفجيران انتحاريان آخران في جدة والقطيف، لكن التفجيرات الثلاثة فشلت في استهداف أعدادٍ كبيرةٍ من المدنيين ورجال الأمن. وصرَّح الأمير زيد بن رعد الحسين، من جنيف، بأن «المسجد النبوي واحدٌ من أقدس الأماكن في الإسلام» و»يمكن اعتبار مثل هذا الهجوم الذي وقع هناك خلال رمضان هجوماً مباشراً على المسلمين في كل العالم»، متابعاً «هو هجوم على الدين نفسه». وشهِد يوم أمس، صدور عدَّة بياناتٍ عالميةٍ تندَّد بالتفجيرات الثلاثة وتتضامن مع المملكة. واستنكر الاتحاد الأوروبي بقوَّةٍ الهجمات الإرهابية في المدينةالمنورة والقطيف وجدة. وأعرب الاتحاد، في بيانٍ صدر عن مكتب العمل الخارجي فيه، عن خالص تعازيه لحكومة المملكة وأسر الشهداء، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وشدد البيان، الذي صدر من بروكسل، على استمرار الاتحاد في العمل مع جميع الشركاء لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله. بينما اعتبرت ألمانيا هذه التفجيرات الإرهابية دليلاً على عدم انتماء مرتكبيها إلى الإسلام بصلة. وأكد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، دعم بلاده المملكة. ولاحظ أن الإرهابيين لا يملكون رصيداً من الإنسانية والدين ويريدون فقط إفزاع الآمنين وزعزعة الأمن، مقدِّماً مواساته لذوي الشهداء ومتمنياً الشفاء للجرحى. في الوقت نفسه؛ أدانت روسيا التفجيرات. وأبدت استعدادها لمواصلة المساهمة في جهود تعزيز تعاونٍ دولي واسع النطاق ضد الإرهاب. كما أبدت استعدادها للتعاون مع المملكة والدول الأخرى في المنطقة وخارجها لاتخاذ الإجراءات الحازمة لمكافحة الإرهاب. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيانها، إن موقفها المبدئي هو ضرورة محاربة الإرهاب بلا هوادة ودون معايير مزدوجة وتعزيز تعاونٍ دولي واسع النطاق في هذا السياق. وأعربت الوزارة عن تعازيها لأسر الشهداء والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين. وفي بيانٍ للخارجية الباكستانية؛ جدد الوزارة التزام إسلام آباد بموقفها الثابت بشأن الوقوف مع المملكة لضمان سيادة أراضيها وأمن وسلامة الحرمين الشريفين. وأدانت الوزارة الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، ونددت بشدة بالتفجيرات التي وقعت في المملكة خصوصاً في جوار المسجد النبوي وبما سبَّبته من خسائر في الأرواح والممتلكات. وصرَّح المتحدث باسم الوزارة، نفيس زكريا، بأن باكستان، حكومةً وشعباً، شعرت بألم عميق إزاء هذه الأعمال الإرهابية وتتقدم بصادق التعازي والمواساة إلى المملكة قيادةً وشعباً وإلى أسر الضحايا مع خالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين. وعبَّر الرئيس الباكستاني، ممنون حسين، عن موقفٍ مماثلٍ في بيانٍ صدر عن القصر الرئاسي. واستنكر حسين التفجيرات، ودعا الأمة الإسلامية إلى ضرورة تبني استراتيجية مشتركة وشاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب، معبِّراً عن تعازيه الصادقة إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولذوي الشهداء، ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين. وأدان التفجيرات من باكستان أيضاً رئيس مجلس الشيوخ، السيناتور رضا رباني، ورئيس الجمعية الوطنية، آياز صادق، ووزير الدفاع، خواجة محمد آصف، ووزير الداخلية، شودري نثار علي خان. وصدرت مواقف مماثلة من عديدٍ من القيادات السياسية والبرلمانية، إذ أكدوا تضامنهم ووقوفهم مع المملكة في التصدي للإرهاب. وفي أستراليا؛ وصف مفتي القارة الأسترالية، الدكتور إبراهيم أبو محمد، التفجيرات الإرهابية بجرائم ضد الإنسانية، مطالباً بإقامة القصاص العادل بحق تلك المجموعات التي تمارس العنف والإرهاب وتستهدف المسلمين ومساجدهم. وعبر بياناتٍ عدَّة؛ أعربت الجاليات الإسلامية والعربية في أستراليا عن استنكارها الشديدين للأعمال الإرهابية.