اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي صباح أمس، صاروخاً باليستياً أُطلِقَ من الأراضي اليمنية في اتجاه مدينة أبها. في الوقت نفسه؛ دمَّرت القوات الجوية لتحالف دعم الشرعية في اليمن منصة إطلاق الصاروخ. وأعلنت قيادة التحالف، في بيانٍ لها، أنها ستتصدى بكل حزمٍ لمثل هذه الأعمال. وأفادت بأن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت في تمام الساعة ال 6 و10 دقائق من صباح الإثنين صاروخاً باليستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية في اتجاه مدينة أبها. وأشار البيان إلى اعتراض الصاروخ بدون أي أضرار ومبادرةِ قوات التحالف الجوية في الحال بتدمير منصة الإطلاق. وأكدت قيادة التحالف أن إطلاق الصاروخ يأتي استمراراً للأعمال العبثية التي تمارسها الميليشيات الحوثية والمخلوع علي عبدالله صالح بهدف إفشال الجهود الدولية لإيجاد حلٍ سياسي للوضع في اليمن. وأبانت القيادة أنها إذ تعلن ذلك لتؤكد أنها ستتصدى بكل حزمٍ لهذه الأعمال وستستمر في احترام التزاماتها تجاه المجتمع الدولي والشعب اليمني على حدٍ سواء لإنجاح المشاورات الجارية في الكويت. في غضون ذلك؛ أعلن رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية، اللواء الركن محمد علي المقدشي، أن قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية في كامل استعداداتها لدحر الميليشيا الانقلابية، مؤكداً انتظار قرار القيادة السياسية. ودعا المقدشي، خلال زيارته معسكر اللواء 72 في فرضة نهم شرقيَّ صنعاء، معسكر الحوثي وصالح إلى تسليم المدينة وتجنيبها ويلات الحروب أسوةً بما فعلته الأطراف الأخرى في 2014. وكان الرئيس الشرعي، عبدربه منصور هادي، توصَّل في سبتمبر 2014 إلى اتفاقٍ سُمِّيَ ب «السلم والشراكة» ما حال دون وقوع مواجهاتٍ مع مسلحي الحوثيين الذين تجمَّعوا حينها في العاصمة بأعدادٍ كبيرة. لكن عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح انقلبا في مطلع 2015 على الاتفاق، واحتلَّ المسلحون الموالون لهما مؤسسات الدولة. وتعهَّد المقدشي، في تصريحاتٍ نقلتها أمس، وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، بألا يخيِّب الجيش آمال مواطنيه. وأبرَز مراعاة الأسس الوطنية عند إعادة بناء تشكيلات الجيش وهياكلها وفقاً لمضامين ثورتي سبتمبر 1962 وأكتوبر 1963 وبما يضمن عدم تكرار السلبيات التي وقعت سابقاً، مبدياً ارتياحه لجاهزية وحماس الجنود وإظهارهم صموداً وتحملاً للمشاق خلال فترات الإعداد والتدريب. وطمأن المقدشي سكان صنعاء قائلاً «نحن نُعدُّ بشكلٍ موسعٍ ودقيقٍ لتجنيب المدينة الخراب والدمار، وسيُعرَف ذلك في حينه». ولاحظ عدم التزام الحوثيين كعادتهم بأي اتفاق، منتقداً استغلالهم فترة المفاوضات في الكويت «لكنهم فشلوا». إلى ذلك؛ أشار رئيس الأركان إلى مواجهة الحكومة الشرعية مشكلاتٍ في الموارد والنفقات «وهي تعمل حالياً على إيجاد حلولٍ لها». وكانت الوساطة الأممية علَّقت الأربعاء الماضي ولمدة 15 يوماً المفاوضات اليمنية الجارية منذ أكثر من شهرين في الكويت بين الحكومة الشرعية والمتمردين. ويُفترَض استئناف التفاوض في منتصف يوليو الجاري. على صعيدٍ مختلف؛ قُتِلَ 3 أشخاصٍ يُشتبَه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة الإرهابي إثرغارة أمريكية بطائرة بدون طيار في محافظة شبوة جنوبيّ اليمن. والغارة هي الثانية من نوعها في المحافظة الجنوبية خلال أيام قليلة. وذكر مسؤول أمني أن الطائرة الأمريكية أصابت عربةً كان المشتبه بهم يتنقلون على متنها وأحرقتها تماماً. والجمعة الماضية؛ قُتِلَ 4 يُشتَبه في انتمائهم إلى القاعدة إثر غارة مشابهة في شبوة، بحسب مسؤول أمني. وأدَّت غاراتٌ أمريكيةٌ إلى مقتل عددٍ من قادة التنظيم الإرهابي في اليمن خلال العام الماضي. وتشنُّ الولاياتالمتحدة بانتظامٍ غاراتٍ جويةٍ ضد هذا الفرع من التنظيم، إذ تعده الأكثرَ خطورةً بين نظرائه. وفي الأشهر الأخيرة؛ تمَّت ملاحقة عناصر القاعدة من قِبَل قوات الحكومة الشرعية التي نجحت بدعمٍ من التحالف العربي في استعادة مدينة المكلا (جنوب شرق) أواخرَ مايو الماضي بعد عامٍ من احتلال المتطرفين لها.